وقال المنذري : في نصف شوال . وسمع من ابن الطلاية ، وابن ناصر ، وأبي بكر بن الزاغوني ، وأبي الوقت ، وأحمد بن عبد الله بن مرزوق ، وأبي علي بن شاتيل ، وأبي المعمر الأنصاري ، وسعيد بن البنا ، وعبد الخالق بن يوسف ، وأحمد بن محمد العباسي النقيب ، وغيرهم . وسمع من أبي عبد اللّه الحسني بن إبراهيم بن الحسين بن جعفر الجوزقاني الهمداني . قدم عليهم بغداد سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة ، وكتابًا جمعه وسماه " الترغيب " . وقرأ الفقه على القاضي أبي يعلى بن أبي خازم ، وأبي حكيم النهرواني ، ويقال : إنه قرأ على أبي الفتح بن المنّي أيضًا ، وبرع في الفقه مذهبًا وخلافًا وجدالاً ، وأتقن علم الفرائض ، والحساب ، وشدا طرفًا من العربية ، وكتب خطًا حسنًا ، ودرس ، وأفتى وناظر . وكان من أكابر العدول ، وشهود الحضرة ، وأعيان المفتيين المعتمد على فتاويهم وأقوالهم في المجالس والمحافل ، متين الديانة ، حسن المعاشرة ، طيب المفاكهة . قال القادسي : كان خيرًا صالحًا ، حسن الطريقة ، جميل السيرة ، بعيد المثال ، وإياه عني الصرصري بقوله في قصيدته اللامية المعرفة ، في مدح الإمام أحمد وأصحابه : ومن يتبع المنى أوحد وقته * أبا الفتح والصقال في الفقه ينبل حدث ، وسمع منه ابن القطيعي ، وروى عنه ابن الدبيثي ، والحافظ الضياء ، وابن النجار . توفي آخر يوم الاثنين ، ثاني ذي الحجة ، سنة تسع وتسعين وخمسمائة ، وصلي عليه من الغد عند المنظرة بباب الأزج ، وحمل على الرؤوس ، ودفن بباب حرب ، وشيعه خلق عظيم . رحمه اللّه . وقيل : كانت وفاته في مستهل ذي الحجة .