responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الذيل على طبقات الحنابلة نویسنده : عبد الرحمن بن أحمد الحنبلي البغدادي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 361


وأما ابن تيمية : فهو تلميذ تلميذه أبي بكر محمد بن الحلاوي . وقد جمع بعض فضلاء أصحابه له سيرة طويلة . وهو أبو محمد عبد الرحمن بن عيسى البزوري الواعظ . وقفت على بعضها مما ذكره فيها .
قال : وكان رحمه اللّه كثير الذكر والتلاوة للقرآن لا سيما في الليل ، مُكرِمًا للصالحين ، مُحِبًّا لهم ، ليس فيه تيه الفقهاء ، ولا عجب العلماء . إن مرض أحد من تلامذته ومعارفه عاده ، أو كانت لهم جنازة شيعها ماشيًا غير راكب ، على كبر السن ، وضعف البِنْية . زاهدًا في الدنيا ، يقنع منها بالبلغة ، وإذا جاءه فتوح أو جائزة من بيت المال وزعها بين أصحابه ، وإن ناله منها شيء أعاده عليهم في غضون الأيام .
قال : ولقد حدثني من أثق به من أصحابنا : أنه جاءته صلة من بعض الصدور نحو أربعين دينارًا ، ففرقها في يومه بين أهله وأصحابه ، وما أخذ منها شيئًا . فلما كان آخر النهار قال لي : لو كنا عزلنا من ذاك الذهب قيراطين للحمام ؟ وكان قوته كل يوم قرصين وربما لم يغنهما .
وقال لي بعض أصحابه : إنه يستفضل منهما بعض الأيام ما يدفعه إلى السقا .
وكان معظم إدامه : أن يشتري له برغيف ماء الباقلاّ . وما رأيته جعل عليه دهنًا قط ، راضيًا بذلك مع قدرته .
وكان يخدم نفسه بنفسه ، لا يثقل على أحد من أصحابه ، ولا يكلفهم شيئًا . اللهم إلا أن يعتمد على يد أحدهم في الطريق . ولقد كنا عنده يومًا جماعة من أصحابه ، فأوذن بالصلاة ، فنهض بنفسه فاستقى الماء للتطهير ، وما ترك أحداً منا ينوبه في ذلك ، ولقد قدمت له نعله يوماً ، فشق عليه ، وجعل يقول : إيش هذا . إيش هذا ؟ مثلك لا نسامحه في هذا .
وسئل عنه الشيخ موفق الدين المقدسي . فقال : شيخنا أبو الفتح كان رجلاً صالحًا ، حسن النية والتعليم . وكانت له بركة في التعليم . قل مَن قرأ عليه

361

نام کتاب : الذيل على طبقات الحنابلة نویسنده : عبد الرحمن بن أحمد الحنبلي البغدادي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 361
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست