من هذا . فقالوا : الفقيه حامد الحراني ، فقال : هذا يكون له تعلق بالملوك ، وكان كما قال . وذكره ابن الجوزي في تاريخه ، فقال : صديقنا . قدم بغداد . وتفقه وناظر ، وعاد إلى حران ، وأفتى ، ودرس . وكان ورعًا ، به وسوسة في الطهارة . وذكر ابن القطيعي في تاريخه نحوًا من ذلك ، وقال : كان تاليًا للقرآن ، كتبت عنه . وكان ثقة . وقال الشيخ فخر الدين ابن تيمية في أول تفسيره ، وبعد رجوعي إلى حران : كنت كثير المباحثة لشيخنا الإمام البارع أبي الفضل حامد بن محمود بن أبي الحجر رحمه الله في مشكل الآيات ، وحل ما فيها من الإشكالات . وكان رحمه الله إذا شرع في التفسير والتذكير شبيهًا بالجواد المفرط ، والجواد القطقط ، يوسع المسامع هدير شقاشقه ، ويزعزع المسامع زجر رواشقه ، هذا مع ما كان قد منحه الله من الرشاقة ، وعسولة المنطق واللباقة . وقال الشيخ ناصح الدين بن الحنبلي : كان شيخ حران في وقته . بنى نور الدين محمود المدرسة في حران لأجله ، ودفعها إليه ، ودرس بها ، وتولى عمارة جامع حران ، فما قصر فيه ، قيل : إنه راح إلى الروم ، وتولى نشر الخشب بنفسه . وكان نور الدين محمود ، يقبل عليه ، وله فيه حسن ظن . وكان عنده وسواس في الطهارة . ورحل إلى بغداد ، ونزل بمدرسة الشيخ عبد القادر ، وسمع درسه ، وكان من أصحابه . وجاء إلى دمشق في حوائج إلى نور الدين ، ونزل عندنا في المدرسة ، وأضافه والدي . وقال ابن حمدان : كان شيخ حران ، وخطيبها ومدرسها ، ولأجله بنيت المدرسة النورية بحران . وله ديوان خطب . وقيل : إن أكثرها كان يرتجلها إذا صعد إلى المنبر ، فلما ولاه السلطان نور الدين الشهيد ، قال : بشرط أن تترك المظالم والضمانات ، وتورث ذوي الأرحام فأجابه إلى ذلك .