ولد في أول رجب ، سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة . وقرأ بالروايات على أبي الخطاب بن الجراح ، وأبي منصور الخياط ، وسمع منهما ، من أبي الخطاب الكلوذاني ، وأبي الحسن بن العلاف ، وأبي القاسم بن بيان ، وابن الطيوري ، وأبي الغنائم النرسي ، وغيرهم . وتفقه على أبي الخطاب حتى برع . وقد روي عنه كتابه " الهداية " تصنيفه ، وقصيدته في السنة وغيرها . وروي عن ابن عقيل كتاب " الانتصار لأهل السنة والحديث " . قال ابن الخشاب : هو فقيه ، واعظ حسن الطريقة ، سمعت منه . قال ابن الجوزي : تفقه ، وناظر ، ودرس ، ووعظ . وكان لطيف الكلام ، حلو الإيراد ، ملازمًا لمطالعة العلم ، إلى أن مات . وقال ابن نقطة : شيخ فاضل صحيح السماع ، حدثنا عنه جماعة من شيوخنا . وكان ثقة . وقال صدقة بن الحسين في تاريخه : كان شيخًا حسنًا ، تفقه على أبي الخطاب وكان من أصحاب أبي بكر الدينوري . وكان يعظ ، ويقرئ القرآن ، ويسمع الحديث . قال ابن النجار : كان من أعيان الفقهاء الفضلاء ، وشيوخ الوعاظ النبلاء ، مليح الوعظ ، حسن الإيراد ، حلو العبارة ، حسن النثر والنظم . وكان يخالط الصوفية ، ويحضر معهم سماع الغناء . وكان من ظراف المشايخ . وسئل عنه الشيخ موفق الدين المقدسي . فقال : كان شيخًا حسنًا ، من فقهاء أصحابنا ووعاظهم ، صحب أبا الخطاب ، وابن عقيل ، وروى عنهما ، سمعنا عليه . قال ابن الجوزي : أنبأنا سعد اللّه بن نصر ، قال : كنت خائفًا من الخليفة لحادث نزل ، فأغفيت ، فرأيت في المنام كأني في غرفة أكتب شيئًا ، فجاء رجل فوقف بإزائي ، وقال : اكتب ما أملي عليك ، وأنشد :