responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الذيل على طبقات الحنابلة نویسنده : عبد الرحمن بن أحمد الحنبلي البغدادي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 23


ولا يعقد لي عزاء ، ولا يشق عليَّ جيب ، ولا يُلطم خد . فمن فعل ذلك فالله حسيبه " .
وتُوفي رحمه الله تعالى ليلة الخميس سحرًا ، خامس عشر صفر سنة سبعين وأربعمائة ، وغسله أبو سعيد البرداني ، وابن الفتى بوصية منه ، وكانا قد خدماه طول مرضه .
وصُلي عليه يوم الجمعة ضحى بجامع المنصور ، وأمَّ الناس أخوه الشريف أبو الفضل محمد .
ولم يَسع الجامع الخلق وانضغطوا ، ولم يتهيأ لكثير منهم الصلاة ، ولم يبقَ رئيس ولا مرؤوس من أرباب الدولة وغيرهم إلا حضره إلا من شاء الله ، وازدحم الناسُ على حَمْله . وكان يومًا مشهودًا بكثرة الخلق . وعظم البكاء الحزن . وكانت العامة تقول : ترحَّموا على الشريف الشهيد ، القتيل المسموم لما ذكر من أن بعض المبتدعة : ألقى في مداسه سمًا . ودفن إلى جانب الإمام أحمد .
قال ابن السمعاني : سمعت أبا يعلى بن أبي حازم بن أبي يعلى بن الفراء الفقيه الحنبلي - يوم خرجنا إلى الصلاة على شيخنا أبي بكر بن عبد الباقي ، ورأى ازدحام العوام ، وتزاحمهم لحمل الجنازة - فقال أبو يعلى : العوام فيهم جهل عظيم . سمعتُ أنه في اليوم الذي مات فيه الشريف أبو جعفر حملوه ودفنوه في قبر الإمام أحمد ، وما قدر أحد أن يقول لهم : لا تنبشوا قبر الإمام أحمد ، وادفنوه بجنبه . فقال أبو محمد التميمي - من بين الجماعة - كيف تدفنونه في قبر الإمام أحمد بن حنبل وبنت أحمد مدفونة معه في القبر . فإن جاز دفنه مع الإمام لا يجوز دفنه مع ابنته . فقال بعض العوام : اسكتْ ، فقد زوجنا بنت أحمد من الشريف ، فسكت التميمي ، وقال : ليس هذا يوم كلام .
ولزم الناس قبره ، فكانوا يبيتون عنده كل ليلة أربعاء ، ويختمون الختمات ، ويخرج المتعيشون ، فيبيعون الفواكه والمأكولات ، فصار ذلك فرجة للناس . ولم

23

نام کتاب : الذيل على طبقات الحنابلة نویسنده : عبد الرحمن بن أحمد الحنبلي البغدادي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 23
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست