وُلد في سلخ سنة تسع وثلاثين وأربعمائة . وقيل : سنة أربعين . وقرأ القرآن بالروايات على جماعة من أصحاب الحمامي ، منهم : أبو بكر بن موسى الخياط ، وطاهر بن الحسين القواس . وسمع من ابن المسلمة وابن المأمون ، والصريفيني ، وابن المهتدي ، وابن النقور ، والنهرواني ، وأبي الحسين العاصمي ، وابن البري ، وأبي الغنائم بن الدجاجي . وكتب بخطه كثيرًا . وبرع في القراءات وتفرد بعلم الفرائض وألف فيه . وذكر ابن ناصر أنه كان مقرئ زمانه ، قرأ عليه القرآن جماعة ، منهم : أبو موسى المديني الحافظ ، وعليّ بن عساكر البطائحي . وحدث عنه ابن ناصر ، وابن عساكر ، واليونارتي ، وأبو سعد بن أبي عصرون ، وابن الجوزي ، وجماعة آخرهم أبو الفتح الميْداني ، ودرس عليه جماعة الفرائض والحساب . قال أبو نصر اليونارتي في معجمه . هو وحيدُ عصره في خلقه ، وحسن قراءته . قال ابن الجوزي : كان ثقة عالمًا ثبتًا ، حسن العقيدة . وقال ابن القطيعي : سمعت ابن الأخضر يقول : سمعت أبا محمد الخشاب يقول : قد سمعت من يحيى بن منده سنة ثمان وتسعين ، وحضر معي في الطبقة أبو منصور الخياط المقرئ ، ولا أفرح بسماعي منه مثل ما أفرح بسماعي من المزرفي ، وذلك لأنه طلب الحديث بنفسه وفهم . توفي يوم السبت مستهل سنة سبع وعشرين وخمسمائة فجأة . وقيل : إنه توفي في سجوده . ودفن بباب حرب . " والمزرفي " نسبة إلى المزرفة : قرية بين بغداد وعكبرا ، ولم يكن منها ،