نام کتاب : الطبقات الكبرى نویسنده : ابن سعد جلد : 1 صفحه : 9
ولم تقتصر ثقافة ابن سعد على الحديث والاخبار والسير بل إنه كتب الغريب والفقه ، وربما دلت صلته بالنحويين واللغويين مثل أبي زيد الأنصاري 1 على استكماله للنواحي اللغوية والنحوية ، على نحو واسع . أما صلته بمحمد ابن سعدان الضرير وهو من مشهوري القراء فتدل على اهتمامه بالقراءات ، وقد صرح ابن الجزري بأن ابن سعد روى الحروف عن محمد بن عمر الواقدي ثم رواها عنه الحارث بن أبي سلمة ، وكان توفره على كتابة تراجم الرجال سببا في اطلاعه الواسع على علم الأنساب ، ويبدو من الطبقات أنه أحكم هذا الفرع إحكاما جيدا بحيث تمكن فيه من المناقشة والترجيح ، وعمدته في ذلك رواية أستاذه الواقدي ، ورواية ابن إسحاق ، ورواية ابن عمارة الأنصاري في نسب الأنصار ، ورواية هشام بن محمد بن السائب الكلبي ، وعن هذا الأخير روى ابن سعد كتابه " جمهرة الأنساب " 2 . و " الطبقات " معرض لنواح كثيرة من ثقافته ، وهو عمل ضخم أراده أن يكون في خمسة عشر مجلدا ، ليخدم به السنة أو علم الحديث ، فتحدث فيه عن الرسول والصحابة والتابعين إلى عصره ، مقتفيا خطى أستاذه الواقدي الذي ألف أيضا كتاب " الطبقات " ، ويبدو أن عمل ابن سعد شمل رواية الواقدي نفسه في السيرة والتراجم مضافا إليها روايات أخذها عن غير الواقدي في السيرة والتراجم أيضا ، فإذا كتابه صورة أكمل وأوسع لأنه يمثل نشاط المحدثين والأخباريين والنسابين في عصره وفيما قبله . غير أو الواقدي يغلب على من عداه في توجيه كثير من المادة ، وإن كنا نجد فصولا استجدها ابن سعد ، فلم يرد فيها ذكر للواقدي إطلاقا ( مثل " ذكر كنية رسول الله ، صلى الله عليه وسلم " 1 / 1 : 66 ، ومثل " ذكر ما كان