نام کتاب : الطبقات الكبرى نویسنده : ابن سعد جلد : 1 صفحه : 11
غير أن ابن سعد نفسه وصفه بأنه " كان كثير الحديث ضعيفا " . ويتبين لنا من هذا العرض أن في رواة ابن سعد ثلاثة على الأقل يضعفهم أهل الحديث ، وهم : هشام بن محمد بن السائب الكلبي ( وإن كان عندهم أوثق من أبيه ) ولكنه يروي عن أبيه ، وكان ابن سعد يعرف أن المحدثين يضعفونه . ثم الواقدي نفسه فقد اتهموه بأنه أغرب على الرسول بعشرين ألف حديث وأنه كان يروي المناكير . والثالث أبو معشر هذا المذكور . غير أنهم جميعا يوثقون في السيرة والمغازي . وهذا الانفصال بين الحديث من ناحية والسير والاخبار والمغازي من ناحية أخرى أمر يستحق النظر . ولعل التحري الدقيق يثبت أن المحدثين الذين جرحوا هؤلاء المؤرخين كانوا ينظرون من زاوية خاصة ، لعلها ضيقة محدودة ، آية ذلك أن الواقدي نفسه وهو ما يهمنا هنا - لان أكثر علم ابن سعد مأخوذ عنه - كان موثقا عند فريق كبير من المحدثين فكان ابن سلام الجمحي يقول : " محمد بن عمر الواقدي عالم دهره " وكان الامام مالك يسأله إذا أشكل عليه أمر ، وقال فيه الدراوردي " ذلك أمير المؤمنين في الحديث " وقال مصعب الزبيري " والله ما رأينا مثله قط " ، إلى غير ذلك من شهادات الأئمة الاعلام فيه . وقد كان الواقدي ذا إحساس ميق بمهمة المؤرخ وواجبه وحدوده ، وحسبنا شاهدا على ذلك أنه عند تأريخه المغازي لم يترك موضعا حدثت فيه غزاة إلا كان يذهب لمعاينته ، وقد شهد بعضهم أنه رآه وهو ذاهب إلى حنين ليرى موضع الوقعة . وأكبر ما عابه عليه المحدثون شئ اتبعه ابن سعد تلميذه أيضا وهو جمع أسانيد كثيرة وإيراد متن واحد لها ، وإدخال حديث الرجال بعضهم في بعض ، مبتغيا الايجاز إذا كثرت الروايات وتشابهت . على أن اعتماد مغازي موسى بن عقبة وابن إسحاق وأبي معشر ورواة الواقدي من المدنيين حقيقة هامة يمكن أن نرى فيها ما يسمى " مدرسة المدينة " في السيرة ، وهذه المدرسة التي انتقل مركز الثقل فيها من المدينة إلى
11
نام کتاب : الطبقات الكبرى نویسنده : ابن سعد جلد : 1 صفحه : 11