نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 98
فلما خلا بهرام بخاقان شكر له ما كان منه ، وقال : ( لقد أرحتني ممن كان يتمنى موتي ، ليستبد بالملك دون ولدي ، ثم زاده إكراما ومنزله وبرا ، وعظم قدر بهرام بأرض الترك ، واتخذ ميدانا على باب قصره ، واتخذ الجواري والقيان والجوارح . وكان من أكرم الناس على خاقان . وإن كسرى عند انهزام بهرام وهربه أكرم ثيادوس ، ومن معه ، فأحسن جوائزهم وصلاتهم ، وسرحهم إلى بلادهم ، وولى خاله بندوية دواوينه وبيوت أمواله ، ونفذ أمره في جميع المملكة ، وولى خاله بسطام أرض خراسان وقومس وجرجان وطبرستان ، ووجه عماله في الآفاق ، ووضع عن الناس نصف الخراج . ولما بلغ كسرى عظيم قدر بهرام عند خاقان وجسيم منزلته ببلاد الترك خافه أن يستجيش ويعود إلى محاربته ، فوجه هرمزد جرابزين إلى خاقان وافدا في تجديد العهد ، ووجه معه بألطاف وطرف ، وأمره أن يتلطف بخاقان حتى يفسد قلبه على بهرام . فسار هرمزد جرابزين حتى دخل على خاقان ، ومعه كتاب كسرى ، وأوصل إليه هدايا كسرى وألطافه ، فقبلها خاقان ، وأمره بالمقام ليقضي حوائجه ، فكان هرمزد يدخل على خاقان مع وفود الملوك ، فيحييه بتحية الملك . ثم إنه دخل ذات يوم ، فرآه جالسا ، فقال : أيها الملك ، إني أراك قد استصفيت بهرام وأسنيت منزلته ، ولم تفعل به من ذلك شيئا إلا وما كان فعل به ملكنا أكثر منه ، فكان جزاؤه منه أن خلعه ، وأراد سفك دمه
( 1 ) القينة : هي الجارية بيضاء مغنية كانت أو غير مغنية ، وقيل تختص بالمغنية . ( 2 ) جمع جارحة وهي الطير والسباع الكواسب التي تتخذ في الصيد ، وتطلق الجارحة على الذكر والأنثى .
98
نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 98