نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 82
مرازبته ، قال يزدان جشنس رئيس وزرائه : ( أيها الملك ، ما كان أعظم المائدة التي منها هذه اللقمة ) ، فوقعت هذه الكلمة في قلب هرمزد ، وارتاب بأمانة بهرام ، وظن أن الأمر كما قال يزدان جشنس ، فانظر كم داهية دهياء وحروب وبلاء جرت هذه الكلمة . ودخل هرمزد منها الغضب والغيظ على بهرام ما أنساه حسن بلائه ، فأرسل إلى بهرام بجامعة ومنطق امرأة ومغزل ، وكتب إليه ( أنه قد صح عندي أنك لم تبعث إلي من تلك الغنائم إلا قليلا من كثير ، والذنب لي في تشريفي إياك ، وقد بعثت إليك بجامعة ، فضمها في عنقك ، ومنطق امرأة ، فتنطق بها ، ومغزل ، فليكن في يدك ، فإن الغدر والكفران من أخلاق النساء ) . فلما وصل ذلك إلى بهرام كظم غيظه ، وعلم أنه إنما أتى من الوشاة ، فوضع الجامعة في عنقه ، وصير المنطق في وسطه ، وأخذ المغزل في يده ، ثم أذن لعظماء أصحابه ، فدخلوا عليه ، ثم أقرأهم كتاب الملك إليه ، فلما سمع أصحابه ذلك يئسوا من خير الملك ، وعملوا أنه لم يشكر لهم حسن بلائهم ، فقالوا : نقول كما قال أولوا خوارجنا لأردشير : ( ملك ولا يزدان ) . ونحن نقول : لا هرمزد ملك ، ولا يزدان جشنس وزير ) . وكانت قصة أولي خوارجهم : أن أردشير بابكان كان صار إليه بعض الحواريين ، فاستجاب له ، ودخل في دين المسيح صلى الله عليه وسلم ، وكان في عصره ، وشايعه على ذلك وزيره يزدان ، فغضب العجم لذلك ، وهموا بخلع أردشير حتى أظهر لهم الرجوع عما هم به من ذلك ، فأقروه على الملك . فقال أصحاب بهرام لبهرام : ( إن أنت تابعتنا على خلع هرمزد والخروج عليه ، وإلا خلعناك ، ورأسنا غيرك ، فلما رأى اجتماعهم على ذلك أجابهم على أسف وهم وكراهية .
82
نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 82