responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري    جلد : 1  صفحه : 75


خاتون الملكة ، فعزم أبوه على تمليكه من بعده ، فوضع عليه عيونا ، يأتونه بأخباره ، فكان يأتيه عنه ما يحبه ، فكتب له عهدا ، واستودعه رئيس نساكهم في دينهم ، فلما تم لملكه ثمان وأربعون سنة مات .
فلما مات أنوشروان ملك ابنه هرمزد بن كسرى ، فقال يوم ملك : ( الحلم عماد الملك ، والعقل عماد الدين ، والرفق ملاك الأمر ، والفطنة ملاك الفكرة ، أيها الناس ، إن الله خصنا بالملك ، وعمكم بالعبودية ، وكرم ملكتنا فأعتقكم بها ، وأعزنا ، وأعزكم بعزنا ، وقلدنا الحكومة فيكم ، وألزمكم الانقياد لأمرنا ، وقد أصبحتم فرقتين : إحداهما أهل قوة ، والأخرى أهل ضعة ، فلا يستأكلن منكم قوي ضعيفا ، ولا يغشن ضعيف قويا ، ولا تتوقن نفس أحد من الغلبة إلى ضيم أحد من أهل الضعة ، فإن في ذلك وهنا لملكنا ، ولا يرو من أهل من أهل الضعة الآخذ بمأخذ الغلبة ، فإن في ذلك انتثار ما نحب نظامه وزوال ما نحاول قوامه ، وفوت ما نحاول دركه ، واعلموا أيها الناس ، أن من سوسنا العطف على الأقوياء من الغلبة ، ورفع مراتبهم ، والرحمة على الضعفاء ، والذب عنهم ، وحسم الأقوياء عن ظلمهم والتعدي عليهم ، واعلموا أيها الناس أن حاجتكم إلينا في نفس حاجتنا إليكم ، وحاجتنا إليكم هي مسد لحاجتكم إلينا ، وأن الثقيل مما أنتم منزلوه بنا من أموركم عندنا خفيف ، والخفيف مما نحن مجشموكم ثقيل لعجزكم عما نحن مضطلعون به ، واضطلاعنا لما أنتم عنه عاجزون ، وإنما تحمدون حسن ملكتنا إياكم ، وفضل سيرتنا فيكم إذا حسمتم أنفسكم عما نهيناكم عنه ، ولزمتم ما أمرناكم به .
أيها الناس ، ميلوا بين الأمور المتشابهات ، ولا تسموا النسك رياء ، ولا الرياء مراقبة ، ولا الشرارة شجاعة ، ولا الظلم حزما ، ولا رحمة الله نقمة ، ولا مخوف الفوت هوينا ، ولا البر بالقربى ملقا ، ولا العقوق موجدة ، ولا الشك براء ، ولا الإنصاف ضعفا ، ولا الكرم معجزة ، ولا التبرم عادة ، ولا الأخذ

75

نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري    جلد : 1  صفحه : 75
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست