نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 53
استعدوا ، فلما بلغه ذلك انصرف نحو صهبان ، واجتمعت قيس وتميم ، فأخرجوا ملكهم عمرو بن نابل عنهم ، فلحق بصهبان ، وبقي معدى كرب جد الأشعث ، ملكا على ربيعة ، فلما بلغ صهبان ما فعلت مضر بعماله آلى ليغزون مضر بنفسه . وبلغ ذلك مضر ، فاجتمع أشرافها ، فتشاوروا في أمرهم ، فعلموا أن لا طاقة لهم بالملك إلا بمطابقة ربيعة إياهم ، فأوفدوا وفودهم إلى ربيعة ، منهم عوف بن منقذ التميمي ، وسويد بن عمرو الأسدي جد عبيد بن الأبرص ، والأحوص بن جعفر العامري ، وعدس بن زيد الحنظلي ، فساروا حتى قدموا على ربيعة ، وسيدهم يومئذ كليب بن ربيعة التغلبي ، وهو كليب وائل ، فأجابتهم ربيعة إلى نصرهم ، وولوا الأمر كليبا ، فدخل على ملكهم لبيد بن النعمان ، فقتله ، ثم اجتمعوا ، وساروا فلقيهم الملك بالسلان ، فاقتتلوا ، ففلت جموع اليمن ، وفي ذلك يقول الفرزدق لجرير : لولا فوارس تغلب ابنة وائل نزل العدو عليك كل مكان وانصرف الملك إلى أرضه مفلولا ، فمكث حولا ، ثم تجهز لمعاودة الحرب ، وسار ، فاجتمعت معد ، وعليها كليب فتوافوا بخزازي [1] ، فوجه كليب السفاح بن عمرو أمامه ، وأمره إذا التقى بالقوم ، أن يوقدوا نارا ، علامة جعلها بينه وبينه ، فسار السفاح ليلا حتى وافى معسكر الملك بخزازي ، فأوقد النار ، فأقبل كليب في الجموع نحو النار ، فوافاهم صباحا ، فاقتتلوا ، فقتل الملك صهبان ، وانفضت جموعه ، وفي ذلك يقول عمرو بن كلثوم : ونحن غداة أوقد في خزازى * رفدنا فوق رفد الرافدينا فلما قتل صهبان زاد حمير قتله اتضاعا ووهنا .