نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 44
ذلك أبرسام قال في نفسه : هذا وقت إظهار أمر تلك المرأة الأشغانية ، وقد كان أتى على ابنها خمس سنين ، فقال : أيها الملك ، إني كنت استودعتك يوم أمرتني بقتل المرأة الأشغانية حقا مختوما ، وقد احتجت إليه ، فمر بإخراجه ، فأمر به أردشير ، فأخرج إليه ، ففتحه ، وأراه أردشير ، فإذا فيه مذاكيره ، قد يبست في جوف الحق . فقال له أردشير : ما هذا ؟ فأخبره الخبر ، وأعلمه حال الغلام ، ففرح أردشير بذلك ، ثم قال لأبرسام : ائتني بالغلام ، واجعله ما بين مائة غلام من أقرانه ، ففعل أبرسام ذلك . فلما أدخلهم عليه تأملهم غلاما غلاما ، حتى إذا بلغ إلى سابور رأى تشابه ما بينه وبينه ، فتحرك له قلبه ، فأمسك نفسه ، ولم يكمله ، وأمر بأن يعطي الغلمان جميعا صوالجة [1] ، ويطرح لهم كره في الرحبة ليلعبوا بين يديه مقابل الإيوان ، وقال لأبرسام : احتل أن تقع الكرة عندي في الإيوان ، ففعل . ووقعت الكرة على بساطه ، فوقف جميع أولئك الغلمان على باب الإيوان ، ولم يجترئ واحد منهم أن يدخل ، فيتناول الكرة من بين يديه إلا الغلام ، فإنه اقتحم من بينهم على أبيه ، فتناول الكرة من بين يديه . فلما رأى ذلك أردشير مد يده ، فتناول الغلام ، وضمه إليه ، وقبله ، وأمر به وبأمه أن ترد إليه ، وهو سابور الذي ملك بعده ، وأكرم أبرسام ، وأقطعه القطائع الكثيرة ، وأمر بأن تصور صورة أبرسام على الدراهم والبسط حتى انقضى ملكهم . قالوا : وفي ملك أردشير بعث الله عيسى عليه السلام ، ويزعمون أنه بعث بأحد حوارييه إلى أردشير ، وأنه جاء إلى مدينة طيسفون ، فنزل على أبرسام
[1] جمع صولجان : وهو العصا معقوفة الرأس مثل المضرب تقذف به الكرة ، وكان ملوك الفرس يتخذونه من الذهب شعارا لهم
44
نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 44