نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 405
الأفشين كتب إلى أصحاب تلك النواحي ، وإلى الأكراد بأرمينية ، والبطارقة بأخذ الطرق عليه . فوافاه سهل بن سنباط ، وقد كان بابك غير لباسه ، وبدل زيه ، وشد الخرق على رجليه ، وركب بغلة بإكاف [1] ، فأوقع به سهل بن سنباط ، فأخذه أسيرا . ووجه به إلى الأفشين ، فاستوثق منه الأفشين ، وكتب إلى المعتصم بالفتح ، واستأذنه في القدوم عليه ، فأذن له ، فسار حتى قدم عليه ، ومعه بابك وأخوه ، فكان من قتل المعتصم لبابك وقطع يديه ورجليه وصلبه ما هو مشهور . قالوا : ولما قدم الأفشين ومعه بابك أجلسه المعتصم على سرير أمامه ، وعقد التاج على رأسه . وفي ذلك يقول إسحاق بن خلف الشاعر في قصيدته التي مدح فيها المعتصم بالله : ما غبت عن حرب تحرق نارها * بالبذ كنت هنا وأنت هناكا عزت بأفشين حسامك أمة * والدين ممتسك به استمساكا لما أتاك ببابك توجته * وأحق من أضحى له تاجاكا ثم إن أحمد بن أبي داود وجد على الأفشين لكلام بلغه عنه ، فأشار على المعتصم أن يجعل الجيش نصفين نصفا مع الأفشين ، ونصفا مع أشناس ، ففعل المعتصم ذلك . فوجد الأفشين منه ، وطال حزنه ، واشتد حقده . فقال أحمد بن أبي داود للمعتصم : يا أمير المؤمنين إن أبا جعفر المنصور استشار أنصح الناس عنده في أمر أبي مسلم ، فكان من جوابه أن قال ( يا أمير المؤمنين إن الله تعالى يقول ( لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا ) فقال له المنصور : ( حسبك ) ، ثم قتل أبا مسلم ) .