نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 401
وكان شهما ، بعيد الهمة ، أبي النفس ، وكان نجم ولد العباس في العلم والحكمة ، وقد كان أخذ من جميع العلوم بقسط ، وضرب فيها بسهم ، وهو الذي استخرج كتاب إقليدس من الروم ، وأمر بترجمته وتفصيله ، وعقد المجالس في خلافته للمناظرة في الأديان والمقالات ، وكان أستاذه فيها أبا الهذيل محمد بن الهذيل العلاف . ودخل بلاد الجزيرة والشام ، فأقام بها مدة طويلة ، ثم غزا الروم ، وفتح فتوحا كثيرة ، وأبلى بلاء حسنا . ثم توفى على نهر ( البذندون ) [1] ، ودفن بطرسوس يوم الأربعاء لثمان خلون من رجب سنة ثمان عشرة ومائتين [2] . وكانت ولايته عشرين سنة وخمسة أشهر وثلاثة عشر يوما ، وقد كان بلغ من السن تسعا وثلاثين سنة . وقد كان بايع لابنه العباس بن المأمون بولاية العهد من بعده . وخلفه بالعراق . [ ولاية محمد المعتصم ] فلما مات هو على نهر البذندون جمع أخوه أبو إسحاق محمد بن هارون المعتصم بالله إليه وجوه القواد والأجناد ، فدعاهم إلى بيعته ، فبايعوه . فسار من طرسوس حتى وافى مدينة السلام ، فدخلها ، وخلع العباس بن المأمون عنها ، وغلبه عليها ، وبايعه الناس بها . وكان قدومه بغداد مستهل شهر رمضان سنة ثمان عشرة ومائتين ، فأقام بها سنتين ، ثم مر بأتراكه إلى ( سر من رأى ) فابتناها ، واتخذها دارا ومعسكرا .
[1] في الأصل نهر البدندون والصحيح ما ذكر ، وهو نهر سمي باسم البلد بذندون ، وهي قرية من طرسوس . [2] الموافقة سنة 209 م .
401
نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 401