نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 390
واتفق رأيهما على تولية محمد العهد ، وتصيير عبد الله من بعده ، وقسمه الأموال والجنود بينهما ، وأن يقيم محمد بدار الخلافة ، ويتولى المأمون خراسان . فلما أصبح أمر بجميع القواد ، فاجتمعوا إليه ، فدعاهم إلى بيعة محمد ، ومن بعده إلى بيعة المأمون ، فأجابوا إلى ذلك ، وبايعوا . وفي سنة ثمانين ومائة [1] عقد الرشيد لعلي بن عيسى بن ماهان على خراسان ، وفي ذلك العام خرج الرشيد إلى أرض الشام ، وأخذ على الموصل ، فلما وافاها أمر بهدم مدينتها ، وقد كانوا وثبوا بعاملة . * * * وفي ذلك العام وثب أهل خراسان بعاملهم ، فقتلوه ، فأقام بالشام عامه ذلك ، ثم خرج حاجا ، فلما انصرف قصد الأنبار ، فنزل به بمدينة أبي العباس ، وهي من الأنبار على نصف فرسخ ، وقد كان بقي بها جمع عظيم من أبناء أهل خراسان ، توالدوا بها حتى كثروا ، فهم إلى الآن ، فأقام بها شهرا ، ثم توجه منها إلى الرقة [2] فأقام بها شهرا . وخرج منها غازيا إلى أرض الروم ، فافتتح مدينة من مدنهم ، تسمى ( معصوف ) . ثم انصرف إلى الرقة ، فأقام بها بقية عامه ذلك . فلما كان أوان الحج ، حج ، فقضى نسكه ، وجعل منصرفه على الرقة ، فأقام بها ، وولى يزيد بن مزيد أرمينية ، ثم قدم من الرقة سنة أربع وثمانين ومائة حتى وافى مدينة السلام ، ونزل قصره بالرصافة [3] ، وأخذ عماله بالبقايا ، ثم سار من مدينة السلام في سنة خمس وثمانين ومائة عائدا إلى الرقة ، وقد كان استطابها . فلما كان أوان الحج حج ، فمر بالمدينة ، فأعطاهم ثلاث أعطيات ، وأعطى أهل مكة عطاءين ، ثم انصرف ، فقصد الأنبار ، فأقام بها شهرا ، ثم انصرف إلى مدينة السلام .
[1] سنة 796 م . [2] مدينة على نهر الفرات كان بها قصران لهشام بن عبد الملك . [3] محلة بالجانب الشرقي من بغداد ، كان المهدي قد عسكر بها ، فأمره المنصور أن يبني فيها دورا ، فالتحق بها الناس وعمروها ، وفيها قبور جماعة من الخلفاء العباسيين .
390
نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 390