نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 362
فمن يكن سائلي عن أصل دينهم * فإن دينهم أن تقتل العرب فلم تحفل ربيعة بهذه الأبيات . * * * وبلغ أبا العباس الإمام ، وهو مستخف بالكوفة أن أبا مسلم لو أراد أن يصطلم عسكر نصر والكرماني لفعل ، غير أنه يدافع الحرب ، فكتب إليه يؤنبه في ذلك . وكان أبو مسلم يحب أن يستميل أحد الرجلين ، ليفصم به شوكة الآخر ، فأرسل إلى الكرماني ، يسأله أن ينضم إليه ، لينتقم له من نصر بن سيار ، فعزم على المسير إليه ، وأقبل أبو مسلم في عساكره إلى أرض مرو ، فعسكر على ستة فراسخ من المدينة . وخرج إليه الكرماني ليلا في نفر من قومه ، فاستأمن لجميع أصحابه ، فأمنهم أبو مسلم ، وأكرم الكرماني ، فأقام معه ، وشق ذلك على نصر بن سيار ، وأيقن بالهلكة . فكتب إلى الكرماني يسأله الرجوع إليه ، على أن يعتزلا ، ويوليا الأمر رجلا من ربيعة ، يرضيانه ، وهو الأمر الذي كان سأله إياه . فأصغى الكرماني إلى ذلك ، وتحمل ليلا من معسكر أبي مسلم ، حتى انصرف إلى معسكره ، واسترسل الكرماني إلى نصر ، فلما أصاب منه غرة دس عليه من قتله . ويقال : بل وجه إليه نصر رجلا من قواده في ثلاثمائة فارس ، فكمنوا له ليلا عند منصرفه من معسكر أبي مسلم ، فلما حاذاهم ، وهو غافل عنهم ، حملوا عليه ، فقتلوه . وبلغ ذلك أبا مسلم فقال ( لا يبعد الله غيره ، لو صبر معنا لقمنا معه ، ونصرناه على عدوه ) .
362
نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 362