نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 36
إلى أرض الصقالبة ، فأذعنوا له بالطاعة ، فجازهم إلى أرض الخزر ، فأذعنوا له ، فجازهم إلى أرض الترك ، فأذعنوا له ، فسار في أرضهم حتى بلغ المفازة التي بينهم وبين بلاد الصين ، فركبها ، وسار ، حتى إذا قرب من أرض الصين أجلس وزيرا له يقال له ( فيناوس ) في مجلسه ، وأمره أن يتسمى باسمه ، وتسمى هو فيناوس ، وقصد الملك حتى وصل إليه ، فلما دخل عليه قال له : ( من أنت ؟ ) قال : ( أنا رسول الإسكندر ، المسلط على ملوك الأرض ، ) قال : ( وأين خلفته ؟ ) ، قال : ( على تخوم أرضك ) ، قال : ( وبماذا أرسلك ؟ ) ، قال : ( أرسلني لأنطلق بك إليه ، فإن أجبت أقرك في أرضك ، وأحسن حباءك [1] ، وإن أبيت قتلك ، وأخرب أرضك ، فإن كنت جاهلا بما أقول ، فسل عن دارا بن دارا ملك إيران شهر ، هل كان في الأرض ملك أعظم ملكا منه ، وأكثر جنودا ، وأقوى سلطانا ، وكيف سار إليه ، واغتصبه نفسه ، وسلبه ملكه ، وسل عن فؤر ملك الهند إلى ما آل أمره ) . قال ملك الصين : ( يافيناوس ، إنه قد بلغني أمر هذا الرجل ، وما أعطي من النصر والظفر ، وكنت على توجيه وفد إليه ، أسأله الموادعة ، وأصالحه على الهدنة ، فأبلغه ، أني له على السمع والطاعة ، وأداء الإتاوة في كل عام ، فليست به حاجة إلى دخول أرضي ) . ثم بعث إليه بتاجه ، وبهدايا من تحف أرضه ، من السمور [2] والقاقم ، والخز ، والحرير الصيني ، والسيوف الهندية ، والسروج الصينية ، والمسك ، والعنبر ، وصحاف الذهب والفضة ، والدروع ، والسواعد ، والبيض [3] ، فقبض ذلك الإسكندر .
[1] الحباء : العطاء . [2] السمور : حيوان يشبه الثعلب يتخذ من فروه بعض اللباس . [3] البيض جمع بيضة ، نوع من السلاح ، وابتاض الرجل : لبس البيضة .
36
نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 36