نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 348
فحمله يوسف بن عمر معه إلى واسط [1] ، فكان يخرجه كل يوم ويعذبه ، ثم يرده إلى الحبس ، فأخرجه ذات يوم ، وقال : ما هذا التقاعد يا ابن المائقة [2] . فقال له خالد : ما ذكرك الأمهات ، لعنك الله ؟ والله لا أكلمك بكلمة أبدا . فغضب يوسف بن عمر من ذلك ، فوضع على خالد المضرسة [3] ، وجعل يعذبه بها حتى قتله ، فدفنه ليلا في عباءة كانت عليه . فأنشأ الوليد بن يزيد : ألم تهتج فتذكر الوصالا * وحبلا كان متصلا فزالا بلى ، فالدمع منك له سجال * كماء الغرب ينهمل انهمالا فدع عنك ادكارك آل سعدي * فنحن الأكثرون حصى ومالا ونحن المالكون الناس قسرا * نسومهم المذلة والنكالا ونوردهم حياض الخسف ذلا * وما نألوهم إلا خبالا [4] وطئنا الأشعرين بكل أرض * ولم يك وطؤنا أن يستقالا وكندة والسكون قد استعاذوا * نسومهم المذلة والخبالا شددنا ملكنا ببني نزار * وقومنا بهم من كان مالا وهذا خالد فينا قتيلا * ألا منعوه إن كانوا رجالا ولو كانت بنو قحطان عربا * لما ذهبت صنائعه ضلالا ولا تركوه مسلوبا أسيرا * نحمله سلاسلنا الثقالا ولكن المذلة ضعضعتهم * فلم يجدوا لذلتهم مقالا فلما سمع من كان بأقطار الشام من اليمانية هذا الشعر أنفوا أنفا شديدا ، فاجتمعوا من مدن الشام ، وساروا نحو الوليد بن يزيد .
[1] موضع بين البصرة والكوفة . [2] الموق هو الحمق في غباوة . [3] حجر غليظ جدا خشن الوطء . [4] الخبار هو الهلال والعناء .
348
نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 348