نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 318
قالوا : وأهديت لعبد الملك في ذلك اليوم جارية إفريقية ، أهداها إليه موسى ابن نصير ، عامله على أرض المغرب ، وكانت من أجمل نساء دهرها ، فباتت عنده تلك الليلة ، فلم ينل منها شيئا أكثر من أن غمز كفها ، وقال لها : إن دونك أمنية المتمني . قالت : فما يمنعك ؟ قال : يمنعني بيت مدحنا به ، وهو : قوم إذا حاربوا شدوا مآزرهم * دون النساء ولو باتت بأطهار فزعموا أنه مكث سبعة أشهر لا يقرب امرأة حتى أتاه قتل عبد الرحمن بن محمد . ثم إن الحجاج بعث أيوب بن القرية إلى عبد الرحمن بن محمد ، وقال : انطلق ، فادفعه إلى الطاعة ، وله الأمان على ما سلف من ذنبه . فانطلق إليه ابن القرية ، فدعاه ، فأبلغ في الدعاء ، فقال له عبد الرحمن : - ويحك يا ابن القرية ، أيحل لك طاعته مع ارتكابه العظائم ، واستحلاله المحارم ؟ اتق الله يا ابن القرية ، ووال عباد الله في البرية . ولم يزل عبد الرحمن بابن القرية يختدعه حتى ترك ما أرسل فيه ، وأقام مع عبد الرحمن ، فقال له عبد الرحمن : إني أريد أن أكتب إلى الحجاج كتابا مسجعا ، اعرفه فيه سوء فعاله ، وأبصره قبح سريرته ، فأمله علي . فقال أيوب : إن الحجاج يعرف ألفاظي . قال : وما عليك ، إني لأرجو أن نقتله عن قريب . فأملى عليه ، فكتب : ( بسم الله الرحمن الرحيم ، من عبد الرحمن بن محمد ، إلى الحجاج بن يوسف ، سلام على أهل طاعة الله ، الذين يحكمون بما أنزل الله ، ولا يسفكون دما حراما ، ولا يعطلون لله أحكاما ، فإني أحمد الله الذي بعثني لمنازلتك ، وقواني على محاربتك
318
نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 318