نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 305
وقال له : يا ابن عم ، قد بلغك ما لقي أهل الكوفة من المختار ، وقد كتب إليك الأمير مصعب بما قد قرأته . فكتب المهلب إلى قطري ، وكان رئيس الأزارقة يومئذ ، يسأله الموادعة إلى أجل سماه ، ويكتب بينهما كتابا في ذلك ، ويضعان الحرب إلى ذلك الأجل . فأجابه قطري إلى ذلك ، وكتبا بينهما كتابا وجعلا الأجل ثمانية عشر شهرا . وسار المهلب بمن معه حتى وافى البصرة ، فوضع مصعب لأهل البصرة العطاء وتهيأ للمسير . وبلغ المختار ذلك فعقد لأحمر بن سليط في ستين ألف رجل من أصحابه ، وأمره أن يستقبل القوم ، فيناجزهم الحرب . فسار أحمر بن سليط في الجيوش حتى وافى المذار ، وقد انصرف إليها شمر ابن ذي الجوشن أنفه من أن يأتي البصرة هاربا ، فيشمتوا به ، فوجه أحمر بن سليط إلى المكان الذي كان متحصنا فيه خمسين فارسا ، وأمامهم نبطي [1] يدلهم على الطريق ، وذلك في ليلة مقمرة . فلما أحس بهم دعا بفرسه فركبه ، ركب من كان معه ليهربوا ، فأدركهم القوم ، فقاتلوهم ، فقتل شمر وجميع من كان معه ، واحتزوا رؤوسهم ، فأتوا بها أحمر ابن سليط ، فوجهها إلى المختار ، فوجه المختار برأس شمر إلى محمد بن الحنفية بالمدينة . وسار مصعب بن الزبير بجماعة أهل البصرة نحو المذار ، وتخلف عنه المنذر ابن الجارود ، وهرب منه نحو كرمان في جماعة من أهل بيته ، ودعا لعبد الملك ابن مروان .