نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 299
ويصفو لك الشام ، وتهدم مدينة دمشق حجرا حجرا ، فتأخذني عند ذلك ، فتصلبني على شجرة بشاطئ نهر ، كأني أنظر إليها الساعة . فالتفت المختار إلى أصحابه ( وقال ) : أما إن هذا الرجل عالم بالملاحم . ثم أمر به إلى السجن . فلما جن عليه الليل بعث إليه من أتاه به ، فقال له : - يا أخا خزاعة ، أظرفا عند الموت ؟ فقال عبد الرحمن بن أبزى : أنشدك الله أيها الأمير أن أموت هاهنا ضيعة . قال : فما جاء بك من الشام ؟ قال : بأربعة آلاف درهم لي على رجل من أهل الكوفة ، أتيته متقاضيا . فأمر له المختار بأربعة آلاف درهم ، وقال له : إن أصبحت بالكوفة قتلتك . فخرج من ليلته حتى لحق بالشام . * * * ومكث المختار بذلك يطلب قتلة الحسين ، وتجبى إليه الأموال من السواد ، والجبل ، وأصبهان ، والري ، وآذربيجان ، والجزيرة ثمانية عشر شهرا ، وقرب أبناء العجم ، وفرض لهم ولأولادهم الأعطيات ، وقرب مجالسهم ، وباعد العرب وأقصاهم ، وحرمهم . فغضبوا من ذلك . واجتمع أشرافهم فدخلوا عليه ، فعاتبوه ، فقال : لا يبعد الله غيركم ، أكرمتكم فشمختم بآنافكم ، ووليتكم فكسرتم الخراج ، وهؤلاء العجم أطوع لي منكم ، وأوفى ، وأسرع إلى ما أريد . قالوا : فدنت العرب ، بعضها إلى بعض ، وقالوا : هذا كذاب ، يزعم أنه يوالي بني هاشم ، وإنما هو طالب دنيا . فاجتمعت القبائل على محاربته ، وصاروا في ثلاثة أمكنة ، وولوا أمرهم رفاعة ابن سوار ، فاجتمعت كندة ، والأزد ، وبجيلة ، والنخع ، وخثعم ، وقيس ،
299
نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 299