نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 293
وبلغ ذلك عبد الملك بن مروان ، فخرج بأهل الشام فوافى نصيبين ، وقاتل يزيد ابن أنس ، فهزمه ، وقتل من أصحابه مقتلة عظيمة . وبلغ المختار ذلك ، فقال لإبراهيم بن الأشتر : أيها الرجل ، إنما هو أنا وأنت ، فسر إليهم ، فوالله لتقتلن الفاسق عبيد الله ابن زياد ، أو لتقتلن الحصين بن نمير ، وليهزمن الله بك ذلك الجيش ، أخبرني بذلك من قرأ الكتاب ، وعرف الملاحم . قال إبراهيم : ما أحسبك أيها الأمير بأحرص على قتال أهل الشام ، ولا أحسن بصيرة في ذلك مني ، وأنا سائر . فانتخب له المختار عشرين ألف رجل ، وكان جلهم أبناء الفرس الذين كانوا بالكوفة ، ويسمون الحمراء . وسار نحو الجزيرة ، ورد من كان انهزم من أصحاب يزيد بن أنس ، فصار في نحو من ثلاثين ألف رجل . وبلغ ذلك عبد الملك ، فعقد للحصين بن نمير في فرسان أهل الشام ، وكانوا نحوا من أربعين ألفا ، وفيهم عبيد الله بن زياد ، وفيهم من قتلة الحسين : عمير بن الحباب ، وفرات بن سالم ، ويزيد بن الحضين ، وأناس سوى هؤلاء كثير . فقال فرات لعمير : قد عرفت سوء ولاية بني مروان ، وسوء رأيهم في قومنا من قيس ، ولئن خلص الأمر ، وصفا لعبد الملك ليستأصلن قيسا ، أو ليقصينهم ، ونحن منهم ، فانصرف بنا لننظر ما حال إبراهيم بن الأشتر . فلما جنهما الليل ركبا فرسيهما ، وبينهما وبين عسكر إبراهيم أربعة فراسخ ، وكانا يمران بمسالح أهل الشام ، فيقولون لهما : ( من ) [1] أنتما ؟ فيقولان : طليعة للأمير الحصين بن نمير . فأقبلا حتى أتيا عسكر إبراهيم بن الأشتر ، وقد أوقد النيران ، وهو قائم يعبي