نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 275
ولما قتل نافع بن الأزرق اجتمعت الخوارج ، فولوا على أنفسهم عبد الله ابن ماحور ، وكان من نساكهم . وبلغ ذلك المهلب ، فسار من الأهواز في طلبهم حتى وافاهم بمدينة ( سابور ) من أرض فارس ، فالتقوا ، فاقتتلوا ، وانهزمت الخوارج في آخر النهار حتى انتهوا إلى مكان يدعى ( كركان ) [2] . اتبعهم المهلب ، فوافاهم ، فالتقوا به في يوم شديد المطر ، فقاتلهم ، فهزمهم ، فأخذوا نحو كرمان [3] . فلم يزل المهلب يسير في طلبهم من بلد إلى بلد ، ويواقعهم وقعة بعد وقعة طول ما ملك عبد الله بن الزبير إلى مقتله ، وخلوص الأمر لعبد الملك بن مروان . فلما استدف الأمر لعبد الملك ، وولي الحجاج العراقين استبطأ المهلب في استئصال الخوارج ، وظن أنه يهوى مطاولتهم ، فبعث إليه عبد الأعلى بن عبد الله العامري ، وعبد الرحمن بن سبرة ، وقال لهما احملاه على مناجرة القوم وترك مطاولتهم ) . فقدما عليه ، فأخبراه بما بعثا له ، فقال لهما : ( أقيما حتى تعاينا ما نحن فيه ، فإن الحجاج أتاه السماع فقبله ، وأتاه العيان فرده ، وقد حملني على خلاف الرأي ، وزعم أنه الشاهد وأنا الغائب ) ثم سار نحو الخوارج فلحقهم بأداني أرض كرمان ، فواقعهم ، وأمامه ابنه المفضل ، فقتل رئيس الخوارج عبد الله بن ماحور ، وانهزموا حتى توسطوا أرض كرمان ، وولوا على أنفسهم رجلا من نساكهم ، يسمى ( قطري بن الفجاءة ) . ثم إن المهلب انصرف إلى بلد سابور ، فوافاهم يوم النحر ، فخرج بالناس إلى المصلى .
( 1 ) في الأصل : ماحوز . [2] مدينة مشهورة بين طبرستان وخراسان . [3] ولاية مشهورة ، وناحية مهمورة ، ذات بلاد وقرى ، ومدن واسعة ، وهي بلاد كثيرة النخل والزرع ، ومن مدنها المشهورة جيرفت .
275
نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 275