نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 254
منه أقبلت ، فمنعني الحر بن يزيد ، وسار حتى جعجع بي في هذا المكان ، ولي بك قرابة قريبة ، ورحم ماسة ، فأطلقني حتى انصرف . فرجع قرة إلى عمر بن سعد بجواب الحسين بن علي . فقال عمر : ( الحمد لله ، والله إني لأرجو أن أعفى من محاربة الحسين ) . ثم كتب إلى ابن زياد يخبره بذلك . فلما وصل كتابه إلى ابن زياد كتب إليه في جوابه : ( قد فهمت كتابك ، فأعرض على الحسين البيعة ليزيد ، فإذا بايع في جميع من معه ، فأعلمني ذلك ليأتيك رأيي ) . فلما انتهى كتابه إلى عمر بن سعد قال : ما أحسب ابن زياد يريد العافية . فأرسل عمر بن سعد بكتاب ابن زياد إلى الحسين ، فقال الحسين للرسول : ( لا أجيب ابن زياد إلى ذلك أبدا ، فهل هو إلا الموت ، فمرحبا به ) . فكتب عمر بن سعد إلى ابن زياد بذلك ، فغضب ، فخرج بجميع أصحابه إلى النخيلة [1] . ثم وجه الحصين بن نمير ، وحجار بن أبجر ، وشبث بن ربعي ، وشمر ابن ذي الجوشن ، ليعاونوا عمر بن سعد على أمره . فأما شمر فنفذ لما وجهه له ، وأما شبث فاعتل بمرض . فقال له ابن زياد : أتتمارض ؟ إن كنت في طاعتنا فاخرج إلى قتال عدونا . فلما سمع شبث ذلك خرج ، ووجه أيضا الحارث بن يزيد بن رويم . قالوا : ( وكان ابن زياد إذا وجه الرجل إلى قتال الحسين في الجمع الكثير ، يصلون إلى كربلاء ، ولم يبق منهم إلا القليل ، كانوا يكرهون قتال الحسين ، فيرتدعون ، ويتخلفون . فبعث ابن زياد سويد بن عبد الرحمن المنقري في خيل إلى الكوفة ، وأمره أن يطوف بها ، فمن وجده قد تخلف أتاه به .