نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 244
وبلغ عبد الله بن الزبير ما يهم به الحسين ، فأقبل حتى دخل عليه ، فقال له : لو أقمت بهذا الحرم ، وبثثت رسلك في البلدان ، وكتبت إلى شيعتك بالعراق أن يقدموا عليك ، فإذا قوي أمرك نفيت عمال يزيد عن هذا البلد ، وعلي لك المكانفة والمؤازرة ، وإن عملت بمشورتي طلبت هذا الأمر بهذا الحرم ، فإنه مجمع أهل الآفاق ، ومورد أهل الأقطار لم يعدمك بإذن الله إدراك ما تريد ، ورجوت أن تناله . قالوا : ولما كان في اليوم الثالث عاد عبد الله بن عباس إلى الحسين ، فقال له : - يا بن عم لا تقرب أهل الكوفة ، فإنهم قوم غدرة ، وأقم بهذه البلدة ، فإنك سيد أهلها ، فإن أبيت فسر إلى أرض اليمن ، فإن بها حصونا وشعابا ، وهي أرض طويلة عريضة ، ولأبيك فيها شيعة ، فتكون عن الناس في عزلة ، وتبث دعاتك في الآفاق ، فإني أرجو إن فعلت ذلك أتاك الذي تحب في عافية . قال الحسين عليه السلام : يا بن عم ، والله إني لأعلم أنك ناصح مشفق ، غير أني قد عزمت على الخروج . قال ابن عباس : فإن كنت لا محالة سائرا ، فلا تخرج النساء والصبيان ، فإني لا آمن أن تقتل كما قتل ابن عفان ، وصبيته ينظرون إليه . قال الحسين : عم ، ما أرى إلا الخروج بالأهل والولد . فخرج ابن عباس من عند الحسين فمر بابن الزبير ، وهو جالس ، فقال له : قرت عينك يا بن الزبير بخروج الحسين . ثم تمثل : خلالك الجو ، فبيضي واصفري * ونقري ، ما شئت أن تنقري قالوا : ولما خرج الحسين من مكة اعترضه صاحب شرطة أميرها ، عمرو بن سعيد ابن العاص في جماعة من الجند ، فقال : إن الأمير يأمرك بالانصراف ، فانصرف ، وإلا منعتك . فامتنع عليه الحسين ، وتدافع الفريقان ، واضطربوا بالسياط . وبلغ ذلك عمرو بن سعيد ، فخاف أن يتفاقم الأمر ، فأرسل إلى صاحب شرطه ، يأمره بالانصراف .
244
نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 244