نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 237
فخرجا من عنده ، وأقبلا حتى دخلا على هانئ بن عروة ، فأخبراه بما قال لهما ابن زياد ، وما قالا له ، ثم قالا له : ( أقسمنا عليك إلا قمت معنا إليه الساعة لتسل سخيمة [1] قلبه ) . فدعا ببغلته ، فركبها ، ومضى معهما ، حتى إذا دنا من قصر الإمارة خبثت نفسه . فقال لهما : ( إن قلبي قد أوجس من هذا الرجل خيفة ) . قالا : ( ولم تحدث نفسك بالخوف وأنت برئ الساحة ؟ ) . فمضى معهما حتى دخلوا على ابن زياد ، فأنشأ ابن زياد يقول متمثلا : أريد حياته ويريد قتلي عذيرك من خليلك من مراد قال هانئ : ( وما ذاك أيها الأمير ؟ ) . قال ابن زياد : ( وما يكون أعظم من مجيئك بمسلم بن عقيل ، وإدخالك إياه منزلك ، وجمعك له الرجال ليبايعوه ؟ ) . فقال هانئ : ( ما فعلت ، وما أعرف من هذا شيئا ) . فدعا ابن زياد بالشامي ، وقال : ( يا غلام ، ادع لي معقلا ) . فدخل عليهم . فقال ابن زياد لهانئ بن عروة : ( أتعرف هذا ؟ ) . فلما رآه علم أنه إنما كان عينا عليهم . فقال هانئ : ( أصدقك والله أيها الأمير ، إني والله ما دعوت مسلم بن عقيل ، وما شعرت به ) . ثم قص عليه قصته على وجهها . ثم قال : ( فأما الآن فأنا مخرجة من داري لينطلق حيث يشاء ، وأعطيك عهدا وثيقا أن أرجع إليك ) .