نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 223
قالوا : وقد كان معاوية خلف على الكوفة حين شخص منها المغيرة بن شعبة ، فصعد المنبر يوم الجمعة ليخطب فحصبه حجر بن عدي ، وكان من شيعة علي ، في نفر من أصحابه ، فنزل مسرعا من المنبر ، ودخل قصر الإمارة ، وبعث إلى حجر بخمسة آلاف درهم ترضاه بها . فقيل للمغيرة : ( لم فعلت هذا ، وفيه عليك وهن وغضاضة ؟ ) فقال : ( قد قتلته بها ) . فلما مات المغيرة وجمع معاوية لزياد الكوفة إلى البصرة ، كان يقيم بالبصرة ستة أشهر ، وبالكوفة مثل ذلك ، فخرج في بعض خرجاته إلى البصرة ، وخلف على الكوفة عمرو بن حريث العدوي ، فصعد عمرو بن حريث ذات جمعة المنبر ليخطب ، وقعد له حجر بن عدي وأصحابه فحصبوه [1] ، فنزل من المنبر ، فدخل القصر ، وأغلق بابه . وكتب إلى زياد يخبره بما صنع حجر وأصحابه ، فركب زياد البريد حتى وافى الكوفة ، ودخل المسجد ، وأخرج له سريره من القصر ، فجلس عليه ، فكان أول من دخل عليه من أشراف الكوفة محمد بن الأشعث بن قيس ، فسلم عليه بالإمرة . فقال زياد : ( لأسلم الله عليك ، انطلق فأتني بابن عمك الساعة ) . قال محمد بن الأشعث : ( ما لي ولحجر ، إنك لتعلم التباعد بيننا ) . فقال له جرير بن عبد الله : ( أنا آتيك بحجر أيها الأمير ، على أن تجعل له الأمان ، وألا تعرض له حتى يلقى معاوية ، فيرى فيه رأيه ) . قال : ( قد فعلت ) . فأقبل به إلى زياد ، فأمر بحبسه ، وأمر بطلب أصحابه الذين كانوا معه ، فأتي بهم ، فوجههم جميعا إلى معاوية مع مائة رجل من الجند ، فأنشأت أم [2] حجر تقول : ترفع أيها القمر المنير * ترفع هل ترى حجرا يسير ألا يا حجر حجر بني عدي * تلقتك البشارة والسرور وإن تهلك فكل عميد قوم * من الدنيا إلى هلك يصير
[1] رموه بالحصباء ، الحجارة والحصى . [2] وقيل : ابنته هي التي قالت الأبيات ( في نسخة أخرى ) .
223
نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 223