نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 197
ثم مر على رايات مراد ، فقرأه عليهم ، فقال صالح بن شقيق ، وكان من أفاضلهم ( لا حكم إلا لله ، وإن كره المشركون ، ثم مر به على رايات بني راسب ، فتنادوا ( لا يحكم الرجال في دين الله ) ، ثم مر به على رايات بني تميم ، فقالوا مثل ذلك ، فقال عروة بن أدية : ( أتحكمون في دين الله الرجال ، فأين قتلانا يا أشعث ؟ ) ثم حمل بسيفه على الأشعث ، فأخطأه ، وأصاب السيف عجز دابته ، فانصرف الأشعث إلى قومه ، فمشى إليه سادات تميم ، فاعتذروا إليه ، فقبل وصفح . وأقبل سليمان بن صرد إلى على مضروبا في وجهه بالسيف ، فقال : ( يا أمير المؤمنين ، أما لو وجدت أعوانا ما كتبت هذه الصحيفة ) . وقام محرز بن خنيس بن ضليع إلى علي ، فقال : ( يا أمير المؤمنين ، أما إلى الرجوع عن هذا الكتاب سبيل ، فوالله إني لخائف أن يورثك ذلا ؟ ) . قال علي : ( أبعد أن كتبناه ننقضه ؟ هذا لا يجوز ) ثم إن عليا ومعاوية اتفقا على أن يكون مجتمع الحكمين بدومة الجندل ، وهو المنصف بين العراق والشام . ووجه علي مع أبي موسى شريح بن هانئ في أربعة آلاف من خاصته ، وصير عبد الله بن عباس على صلاتهم ، وبعث معاوية مع عمرو بن العاص أبا الأعور السلمي في مثل ذلك من أهل الشام . فساروا من صفين حتى وافوا دومة الجندل ، وانصرف علي بأصحابه حتى وافى الكوفة ، وانصرف معاوية بأصحابه حتى وافى دمشق ، ينتظران ما يكون من أمر الحكمين . وكان علي إذا كتب إلى ابن عباس في أمر اجتمع إليه أصحابه ، فقالوا : ( ما كتب إليك أمير المؤمنين ؟ ) فيكتمهم ، فيقولون : ( لم كتمتنا ؟ وإنما كتب إليك في كذا وكذا ) ، فلا يزالون يزكنون [1] حتى يقفوا على ما كتب .
[1] زكن الخبر زكنا بالتحريك علمه ، وقبل الزكن : التفرس والظن الذي هو كاليقين .
197
نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 197