نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 192
فكتب إليه علي : ( أما بعد ، فإن الذي أعجبك مما نازعتك نفسك إليه من طلب الدنيا منقلب عنك ، فلا تطمئن إليها ، فإنها غرارة ، ولو اعتبرت بما مضى انتفعت بما بقي ، والسلام ) . فكتب إليه عمرو : ( أما بعد ، فقد أنصف من جعل القرآن حكما ، فاصبر يا أبا الحسن ، فإنا غير منيليك إلا ما أنا لك القرآن ، والسلام ) . فاجتمع قراء أهل العراق وقراء أهل الشام ، فقعدوا بين الصفين ، ومعهم المصحف يتدارسونه ، فاجتمعوا على أن يحكموا حكمين ، وانصرفوا . فقال أهل الشام : ( قد رضينا بعمرو ) . وقال الأشعث ومن كان معه من قراء أهل العراق : ( قد رضينا نحن بأبي موسى ) . فقال لهم علي : ( لست أثق برأي أبي موسى ، ولا بحزمه ، ولكن أجعل ذلك لعبد الله بن عباس ) . قالوا : ( والله ما نفرق بينك وبين ابن عباس ، وكأنك تريد أن تكون أنت الحاكم ، بل اجعله رجلا هو منك ومن معاوية سواء ، ليس إلى أحد منكما بأدنى منه إلى الآخر ) . قال علي رضي الله عنه : ( فلم ترضون لأهل الشام بابن العاص ، وليس كذلك ؟ ) . قالوا : ( أولئك أعلم ، إنما علينا أنفسنا ) . قال : ( فإني أجعل ذلك إلى الأشتر ) . قال الأشعث : ( وهل سعر هذه الحرب إلا الأشتر ، وهل نحن إلا في حكم الأشتر ؟ ) . قال علي : ( وما حكمه ؟ ) . قال : ( يضرب بعض وجوه بعض حتى يكون ما يريد الله ) .
192
نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 192