responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري    جلد : 1  صفحه : 184


فلما أصبح علي غلس [1] بالصلاة ، وزحف بجموعه نحو القوم على التعبية الأولى ، ودفع الراية إلى ابنه عبد الله بن هاشم بن عتبة ، وتزاحف الفريقان فاقتتلوا . فروي عن القعقاع الظفري أنه قال : ( لقد سمعت في ذلك اليوم من أصوات السيوف ما الرعد القاصف دونه ) وعلي رضي الله عنه واقف ينظر إلى ذلك ، ويقول : ( لا حول ولا قوة إلا بالله ، والله المستعان ، ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق ، وأنت خير الفاتحين ) .
ثم حمل علي بنفسه على أهل الشام حتى غاب فيهم ، فانصرف مخضبا بالدماء ، فلم يزالوا كذلك يومهم كله والليل حتى مضى ثلثه ، وجرح علي خمس جراحات ، ثلاث في رأسه واثنتان في وجهه ، ثم تفرقوا وغدوا على مصافهم ، وعمرو بن العاص يقدم أهل الشام ، فحمل عبد الله بن جعفر ذو الجناحين في قريش والأنصار في وجه عمرو فاقتتلوا ، وحمل غلامان أخوان من الأنصار على جموع أهل الشام حتى انتهيا إلى سرادق معاوية ، فقتلا على باب السرادق ، ودارت رحى الحرب إلى أن ذهب ثلث الليل ، ثم تحاجزوا ، ولما أصبح الناس اختلط بعضهم ببعض ، يستخرجون قتلاهم ، فيدفنونهم .
وكتب معاوية إلى علي : ( أما بعد ، فإني إنما أقاتلك على دم عثمان ، ولم أر المداهنة في أمره وإسلام حقه ، فإن أدرك بثأري فيه فذاك ، وإلا فالموت على الحق أجمل من الحياة على الضيم ، وإنما مثلي ومثل عثمان ، كما قال المخارق :
فمهما تسل عن نصرتي السيد لا تجد * لدى الحرب بيت السيد عندي مذمما فكتب إليه علي : ( أما بعد ، فإني عارض عليك ما عرض مخارق على بني فالج ، حيث قال :



[1] الغلس : ظلمة آخر الليل إذا اختلطت بضوء الصباح ، والمراد أنه صلى الصبح في أول وقته .

184

نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري    جلد : 1  صفحه : 184
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست