نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 171
بما حمله معاوية ، فقال له علي : ( وما أنت وذاك ، لا أم لك ، فلست هناك ؟ ! ) فقام حبيب مغضبا ، فقال : ( والله لتريني بحيث تكره ) ، قال شرحبيل : ( أفلا تسلم إلينا قتلة عثمان ؟ ) ، ( قال علي : ( إني لا أستطيع ذلك ، وهم زهاء عشرين ألف رجل ) ، فقاما عنه ، فخرجا ، قالوا : فمكث الناس كذلك إلى أن انسلخ المحرم [1] . وفي ذلك يقول حابس بن سعد الطائي ، وكان صاحب لواء طيئ مع معاوية : فما بين المنايا غير سبع * بقين من المحرم أو ثمان ألم يعجبك أنا قد هجمنا * وإياهم على الموت العيان أينهانا كتاب الله عنهم * ولا ينهاهم آي القرآن فلما انسلخ المحرم بعث علي مناديا ، فنادى في عسكر معاوية عند غروب الشمس : ( إنا أمسكنا لتنصرم الأشهر الحرم ، وقد تصرمت ، وإنا ننبذ إليكم على سواء ، إن الله لا يحب الخائنين ) . فبات الفريقان يكتبون الكتائب ، وقد أوقدوا النيران في العسكرين ، فلما أصبحوا تزاحفوا ، وقد استعمل علي على الخيل عمار بن ياسر ، وعلى الرجالة عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي ، ودفع الراية العظمى إلى هاشم بن عتبة المرقال ، وجعل على الميمنة الأشعث بن قيس وعلى الميسرة عبد الله بن عباس ، وعلى رجالة الميمنة سليمان بن صرد ، وعلى رجالة الميسرة الحارث بن مرة العبدي ، وجعل في القلب مضر ، وفي الميمنة ربيعة ، وفي الميسرة أهل اليمن ، وضم قريشا وأسدا وكنانة إلى عبد الله بن عباس ، وضم كندة إلى الأشعث ، وضم بكر البصرة إلى الحضين ( 3 ) ابن المنذر ، وضم تميم البصرة إلى الأحنف بن قيس ، وولى أمر خزاعة عمرو بن الحمق ، وولى بكر الكوفة نعيم بن هبيرة ، وولى سعد رباب البصرة خارجة