نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 167
سوى الأتباع والخدم ، ثم سار حتى أتى مدينة الأنبار ، فلما وافى المدائن عقد لمعقل بن قيس في ثلاثة آلاف رجل ، وأمره أن يسير على الموصل ونصيبين حتى يوافيه بالرقة [1] ، فسار حتى وافى حديثة الموصل ، وهي إذ ذاك المصر ، وإنما بنى الموصل بعد ذلك مروان بن محمد . فلما انتهى معقل إليها إذا هو بكبشين يتناطحان ، ومع معقل رجل من خثعم يزجر ، فجعل الخثعمي يقول : ( إيه ، إيه ، ) فأقبل رجلان ، فأخذ كل منهما كبشا ، فقاده وانطلق به . فقال الخثعمي لمعقل ( لا تغلبون ولا تغلبون ) فقال معقل : ( يكون خيرا ، إن شاء الله ) . ثم مضى حتى وافى عليا وقد نزل ( البليخ ) [2] فأقام ثلاثا ، ثم أمر بجسر ، فعقد ، وعبر الناس ، ولما قطع علي رضي الله عنه الفرات أمر زياد بن النضر وشريح ابن هانئ أن يسيرا أمامه ، فسارا حتى انتهيا إلى مكان يدعى ( سور الروم ) لقيهما أبو الأعور السلمي في خيل عظيمة من أهل الشام ، فأرسلا إلى علي يعلمانه ذلك . فأمر علي الأشتر أن يسير إليهما ، وجعله أميرا عليهما ، فسار حتى وافى القوم ، فاقتتلوا ، وصبر بعضهم لبعض حتى جن عليهم الليل ، وانسل أبو الأعور في جوف الليل حتى أتى معاوية . وأقبل معاوية بالخيل نحو صفين ، وعلى مقدمته سفيان بن عمرو ، وعلى ساقته بسر [3] بن أبي أرطأة العامري ، فأقبل سفيان بن عمرو ، ومعه أبو الأعور ، حتى وافيا صفين ، وهي قرية خراب من بناء الروم ، منها إلى الفرات غلوه [4] ، وعلى شط الفرات مما يليها غيضة [5] ملتفة ، فيها نزور طولها نحو من فرسخين ، وليس في ذينك الفرسخين طريق إلى الفرات إلا طريق واحد مفروش بالحجارة ،
[1] مدينة مشهورة على الفرات من الجانب الشرقي . [2] نهر بالرقة يجتمع فيه الماء من عيون . [3] في الأصل : بشر . [4] الغلوة : قدر رمية بسهم وقد تستعمل في سباق الخيل . [5] الغيضة بالفتح : الأجمة ، ومجتمع الشجر في مغيض ماء .
167
نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 167