نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 165
ولا يحبون البقاء بعدك ، فسر بنا إلى أعدائك ، فوالله ما ينجو من الموت من خافه ، ولا يعطي البقاء من أحبه ، ولا يعيش بالأمل إلا المغرور ) . فأجابه جل الناس إلى المسير ، إلا أصحاب عبد الله بن مسعود ، وعبيدة السلماني ، والربيع بن خثيم في نحو من أربعمائة رجل من القراء ، فقالوا : ( يا أمير المؤمنين ، قد شككنا في هذا القتال ، مع معرفتنا فضلك ، ولا غنى بك ولا بالمسلمين عمن يقاتل المشركين ، فولنا بعض هذه الثغور لنقاتل عن أهله ) . فولاهم ثغر قزوين والري ، وولى عليهم الربيع بن خثيم ، وعقد له لواء ، وكان أول لواء عقد في الكوفة . قالوا : وبلغ عليا أن حجر بن عدي وعمرو بن الحمق يظهران شتم معاوية ، ولعن أهل الشام ، فأرسل إليهما أن كفا عما يبلغني عنكما . فأتياه ، فقالا : ( يا أمير المؤمنين ، ألسنا على الحق ، وهم على الباطل ؟ ) ، قال : ( بلى ، ورب الكعبة المسدنة ) ، قالوا : ( فلم تمنعنا من شتمهم ولعنهم ؟ ) ، قال : ( كرهت لكم أن تكونوا شتامين لعانين ، ولكن قولوا : ( اللهم أحقن دماءنا ودماءهم ، وأصلح ذات بيننا وبينهم ، واهدهم من ضلالتهم ، حتى يعرف الحق من جهله ، ويرعوي عن الغي من لجج به ) . قالوا : ولما عزم علي رضي الله عنه على الشخوص أمر مناديا ، فنادى بالخروج إلى المعسكر بالنخيلة [1] ، فخرج الناس مستعدين ، واستخلف علي على الكوفة أبا مسعود الأنصاري ، وهو من السبعين الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة . وخرج علي رضي الله عنه إلى النخيلة ، وأمامه عمار بن ياسر ، فأقام بالنخيلة معسكرا ، وكتب إلى عماله بالقدوم عليه . ولما انتهى كتابه إلى ابن عباس ندب الناس ، وخطبهم ، وكان أول من تكلم الأحنف بن قيس ، ثم قام خالد بن المعمر السدوسي ، ثم قام عمرو بن مرحوم