نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 163
ووالله ما نحب أنه لغيرك أن أعطيت الحق من نفسك ، إن عثمان رضي الله عنه قتل مظلوما ، فادفع إلينا قتلته ، وأنت أميرنا ، فإن خالفك أحد من الناس كانت أيدينا لك ناصرة ، وألسنتنا لك شاهدة ، وكنت ذا عذر ومحجة ) ، فقال له علي : ( أغد علي بالغداة ) . وأمر به ، فأنزل ، وأكرم . فلما كان من الغد دخل إلى علي وهو في المسجد ، فإذا هو بزهاء عشرة آلاف رجل ، قد لبسوا السلاح ، وهم ينادون : ( كلنا قتلة عثمان ) ، فقال أبو مسلم لعلي : ( إني لأرى قوما ما لك معهم أمر ، وأحسب أنه بلغهم الذي قدمت له ، ففعلوا ذلك خوفا من أن تدفعهم إلي ) . قال علي : ( إني ضربت أنف هذا الأمر وعينه ، فلم أر يستقيم دفعهم إليك ولا إلى غيرك ، فاجلس حتى أكتب جواب كتابك ) . ثم كتب : ( بسم الله الرحمن الرحيم ، من عبد الله علي أمير المؤمنين إلى معاوية بن أبي سفيان ، أما بعد ، فإن أخا خولان قدم علي بكتاب منك ، تذكر فيه قطعي رحم عثمان ، وتأليبي الناس عليه ، وما فعلت ذلك ، غير أنه رحمه الله عتب الناس عليه ، فمن بين قاتل وخاذل ، فجلست في بيتي ، واعتزلت أمره ، إلا أن تتجنى فتجن ما بدا لك ، فأما ما سألت من دفعي إليك قتلته ، فإني لا أرى ذلك ، لعلمي أنك إنما تطلب ذلك ذريعة إلى ما تأمل ، ومرقاة إلى ما ترجو ، وما الطلب بدمه تريد ، ولعمري لئن لم تنزع عن غيك وشقاقك لينزل بك ما ينزل بالشاق العاصي الباغي ، والسلام ) . وكتب إلى عمرو بن العاص : ( بسم الله الرحمن الرحيم ، من عبد الله علي أمير المؤمنين إلى عمرو بن العاص ، أما بعد ، فإن الدنيا مشغلة عن غيرها ، صاحبها منهوم فيها ، لا يصيب منها شيئا إلا ازداد عليها حرصا ، ولم يستغن بما نال عما لا يبلغ ، ومن وراء ذلك فراق ما جمع ، والسعيد من أتعظ بغيره ، فلا تحبط عملك بمجاراة معاوية في باطله ، فإنه سفه الحق واختار الباطل والسلام .
163
نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 163