responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري    جلد : 1  صفحه : 160


واحد منكم . قال : فأردد هذا الرجل إلى صاحبه - يعني - جريرا - فعلم عند ذلك معاوية أن أهل الشام مع شرحبيل ، فقال لشرحبيل : إن هذا الذي تهم به لا يصلح ألا برضى العامة ، فسر في مدائن الشام ، فأعلمهم ما نحن عليه من الطلب بثأر خليفتنا وبايعهم على النصرة والمعونة .
فسار شرحبيل يستقري مدن الشام ، مدينة بعد مدينة ، ويقول : ( أيها الناس ، إن عليا قتل عثمان ، وإنه غضب له قوم فلقيهم ، فقتلهم ، وغلب على أرضهم ، ولم يبق إلا هذه البلاد ، وهو واضع سيفه على عاتقه ، وخائض به غمرات الموت حتى يأتيكم ، ولا يجد أحدا أقوى على قتله من معاوية ، فانهضوا أيها الناس بثأر خليفتكم المظلوم . فأجابه الناس كلهم إلا نفرا من أهل حمص نساكا ، فإنهم قالوا ( نلزم بيوتنا ومساجدنا ، وأنتم أعلم ) .
فلما ذاق معاوية أهل الشام ، وعرف مبايعتهم له قال لجرير ( إلحق بصاحبك ، وأعلمه أني وأهل الشام لا نجيبه إلى البيعة ) ، ثم كتب إليه بأبيات كعب بن جعيل :
أرى الشام تكره ملك العراق * وأهل العراق لهم كارهونا وكل لصاحبه مبغض * يرى كل ما كان من ذاك دينا وقالوا علي إمام لنا * فقلنا رضينا ابن هند رضينا وقالوا نرى أن تدينوا لنا * فقلنا لهم لا نرى أن ندينا وكل يسر بما عنده * يرى غث ما في يديه سمينا وما في علي لمستعتب * مقال سوى ضمه المحدثينا وليس براض ولا ساخط * ولا في النهاة ولا الآمرينا ولا هو ساء ولا سره * ولا بد من بعد ذا أن يكونا فلما قرأ علي رضي الله عنه قال للنجاشي أجب ، فقال :
دعن معاوي ما لن يكونا * فقد حقق الله ما تحذرونا أتاكم علي بأهل العراق * وأهل الحجاز فما تصنعونا

160

نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري    جلد : 1  صفحه : 160
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست