نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 149
يجتلدون بالسيوف ، فألقى السلاح بين يديه ، فلما نظر علي رضي الله عنه إلى السيف ، قال : ( إن هذا السيف طالما فرج به صاحبه الكرب عن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أبشر يا قاتل ابن صفية بالنار ) ، فقال عمرو : ( نقتل أعداءكم ، وتبشروننا بالنار ؟ ! ) . قالوا : ثم إن عليا أمر ابنه محمد بن الحنفية ، فقال : تقدم برايتك . وكان معه الراية العظمى ، فتقدم بها وقد لاث [1] أهل البصرة بعبد الله بن الزبير ، وقلدوه الأمر ، فتقدم محمد بالراية ، فاستقبله أهل البصرة بالقنا والسيوف ، فوقف بالراية ، فتناولها منه علي رضي الله عنه ، وحمل وحمل معه الناس ، ثم ناولها ابنه محمدا ، واشتد القتال وحميت الحرب ، وانكشف الناس عن الجمل ، وقتل كعب بن سور ، وثبتت الأزد وضبة ، فقاتلوا قتالا شديدا . فلما رأى علي شدة صبر أهل البصرة جمع إليه حماة أصحابه ، فقال : إن هؤلاء القوم قد محكوا [2] ، فاصدقوهم القتال ، فخرج الأشتر وعدي بن حاتم وعمرو بن الحمق وعمار بن ياسر في عددهم من أصحابهم ، فقال عمرو بن يثربي لقومه ، وكانوا في ميمنة أهل البصرة ( إن هؤلاء القوم الذين قد برزوا إليكم من أهل العراق هم قتلة عثمان ، فعليكم بهم ) ، وتقدم أمام قومه بني ضبة ، فقاتل قتالا شديدا ، وكثرت النبل في الهودج ، حتى صار كالقنفذ ، وكان الجمل مجففا [3] ، والهودج مطبق بصفائح الحديد . وصبر الفريقان بعضهم لبعض حتى كثرت القتلى وثار القتام ، وطلت الألوية والرايات ، وحمل على بنفسه ، وقاتل حتى انثنى سيفه ، وخرج فارس أهل البصرة عمرو بن الأشرف ، لا يخرج إليه أحد من أصحاب على إلا قتله ، وهو يرتجز ، ويقول :
[1] اجتمعوا به ، ولاث به يلوث كلاذ . [2] المحك : التمادي في الغضب . [3] أي عليه تجفاف ، وهو ما يوضع على الخيل والإبل من حديد أو غيره في الحرب .
149
نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 149