نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 137
قال : وإنهم خرجوا ذات يوم مستعدين للحرب ، فقاتلهم المسلمون ، فانهزمت الأعاجم ، وانقطع عظيم من عظمائهم يسمى ( دينار ) فحال المسلمون بينه وبين الدخول إلى الحصن ، واتبعه رجل من عبس ، يسمى ( سماك بن عبيد ) فقتل قوما كانوا معه ، واستسلم له الفارس ، فاستأسره سماك ، فقال لسماك : ( انطلق بي إلى أميركم ، فإني صاحب هذه الكورة ، لأصالحه على هذه الأرض ، وأفتح له باب الحصن ) ، فانطلق به إلى حذيفة ، فصالحه حذيفة عليها ، وكتب له بذلك كتابا . فأقبل دينار حتى وقف على باب حصن نهاوند ، ونادى من فيه ( افتحوا باب الحصن ، وانزلوا ، فقد آمنكم الأمير ، وصالحني على أرضكم ) . فنزلوا إليه ، فبذلك سميت ( ماه دينار ) . وأقبل رجل من أشراف تلك البلاد إلى السائب بن الأقرع ، وكان على المغانم ، فقال له ( أتصالحني على ضياعي ، وتؤمنني على أموالي ، حتى أدلك على كنز لا يدري ما قدره ، فيكون خالصا لأميركم الأعظم ، لأنه شئ لم يؤخذ في الغنيمة ) . وكان سبب هذا الكنز أن النخارجان الذي كان يوم القادسية أقبل بالمدد ، فألفى العجم قد انهزموا ، فوقف ، فقاتل حتى قتل ، وكان من أعاظم الأعاجم ، وكان كريما على كسرى أبرويز ، وكانت له امرأة من ( أكمل ) [1] النساء جمالا ، وكانت تختلف إلى كسرى ، فبلغ النخارجان ذلك ، فرفضها ، فلم يقربها ، وبلغ ذلك كسرى ، فقال يوما للنخارجان وقد دخل عليه مع العظماء والأشراف : ( بلغني أن لك عينا عذبة الماء ، وأنك لا تشرب منها ) فقال النخارجان أيها الملك ، بلغني أن الأسد ينتاب تلك العين ، فاجتنبتها مخافة الأسد ) فاستحلى كسرى جواب النخارجان ، وعجب من فطنته ، فدخل دار نسائه ، وكانت له ثلاثة آلاف امرأة لفراشه ، فجمعهن وأخذ ما كان عليهن من حلي ، فجمعه ، ودفعه إلى امرأة النخارجان ،