نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 135
الأرض من أقطارها ، حتى يكون ما تدع وراءك من العيالات أهم إليك مما قدامك ، وإن العجم إذا رأوك عيانا قالوا ، هذا ملك العرب كلها ، فكان أشد لقتالهم ، وأنا لم نقاتل الناس على عهد نبينا صلى الله عليه وسلم ولا بعده بالكثرة ، بل أكتب إلى أهل الشام أن يقيم منهم بشامهم الثلثان ، ويشخص الثلث ، وكذلك إلى عمان ، وكذلك سائر الأمصار والكور ) . فقال عمر : الرأي الذي كنت رأيته ، ولكني أحببت أن تتابعوني عليه ، فكتب بذلك إلى الأمصار ، ثم قال : لأولين الحرب رجلا يكون غدا لأسنة القوم جزرا [1] . فولى الأمر النعمان بن مقرن المزني ، وكان من خيار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان على خراج كسكر ، فدعا عمر السائب بن الأقرع ، فدفع إليه عهد النعمان بن مقرن ، وقال له : إن قتل النعمان فولى الأمر حذيفة بن اليمان ، وإن قتل حذيفة فولى الأمر جرير بن عبد الله البجلي ، وإن قتل جرير فالأمير المغيرة ابن شعبة ، وإن قتل المغيرة فالأمير الأشعث بن قيس . وكتب إلى النعمان بن مقرن ( أن قبلك رجلين هما فارسا العرب : عمرو بن معدي كرب ، وطليحة بن خويلد فشاورهما في الحرب ، ولا تولهما شيئا من الأمر ) ، ثم قال للسائب : إن أظفر الله المسلمين فتول أمر المغنم ولا ترفع إلي باطلا ، وإن يهلك ذلك الجيش فاذهب ، فلا أرينك . فسار السائب حتى ورد الكوفة ودفع إلى النعمان عهده ، ووافت الأمداد ، وخلف أبو موسى بالبصرة ثلثي الناس ، وسار بالثلث الآخر حتى وافى الكوفة ، فتجهز الناس ، وساروا إلى نهاوند ، فنزلوا بمكان يسمى ( الإسفيذهان ) [2] من مدينة نهاوند على ثلاثة فراسخ ، قرب قرية يقال لها ( قديسجان ) ، وأقبلت الأعاجم يقودها مردان شاه بن هرمزد ، حتى عسكروا قريبا من عسكر المسلمين ، وخندقوا على أنفسهم ، وأقام الفريقان بمكانهما ، فقال النعمان لعمرو وطلحة : ( ما تريان ؟
[1] الجزر : القطع والاستئصال . [2] كذا في الأصل ، والصواب ( أسفيزبان ) واحد من قرى أصبهان .
135
نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 135