نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 345
[ وقيعة بين خالد وهشام ] وإن رجلا من أهل العراق كان يتلصص ، ويكنى أبا المعرس ، قدم من الكوفة نحو أرض الشام ، في جماعة من لصوص الكوفة ، حتى وافوا مدينة دمشق ، فكان إذا جنه الليل أشعل في ناحية من السوق النار ، فإذا تصايح الناس ، واشتغلوا بإطفاء الحريق ، أقبل في أصحابه إلى ناحية أخرى من السوق ، فكسر الأقفال ، وأخذ ما قدر عليه ، ثم هرب . فدخل كلثوم بن عياض القسري على هشام ، وكان معاديا لخالد بن عبد الله ، وهو ابن عمه ، فقال لهشام : يا أمير المؤمنين ، إن هذا الحريق لم يكن بدمشق ، وقد حدث ، وما هو إلا عمل محمد بن خالد بن عبد الله القسري وغلمانه . فأمر هشام بطلب محمد بن خالد ، فأتوه به ، وبغلمان له ، فأمر بحبسه ، وحبس غلمانه . وبلغ ذلك خالدا ، وهو بطرسوس ، فسار حتى وافى دمشق ، فنزل في داره بها ، وغدا عليه الناس مسلمين ، حتى إذا اجتمعوا عنده قال : ( أيها الناس ، خرجت غازيا بإذن هشام وأمره ، فحبس ابني وغلماني ، أيها الناس ، مالي ولهشام ؟ والله ليكفن عني هشام - يسميه في كل مرة باسمه ولا يقول أمير المؤمنين - أو لأدعون إلى عراقي الهوى ، شامي الدار ، حجازي الأصل ، إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس ، ألا وإني قد أذنت لكم أن تبلغوا هشاما ) . وبلغ هشاما ذلك فقال : خرف أبو الهيثم ، وأنا حري باحتماله ، لقديم حرمته ، وعظيم حقه . فأقام خالد بن عبد الله بمدينة دمشق عاتبا لهشام ، مصارما له ، لا يركب إليه ، ولا يعبأ به ، وهشام في كل ذلك يحتمله ، ويحلم عنه .
345
نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 345