نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 337
فلما انتهى ذلك إلى الجنيد بعث رسله في أقطار خراسان . وكتب إلى عماله في الكور يطلب القوم ، فطلبوا ، فلم يدرك لهم أثر . [ أبو مسلم الخراساني ] قالوا : وكان بدء أمر أبي مسلم أنه كان مملوكا لعيسى ، ومعقل ، ابني إدريس ، ابن عيسى العجليين ، وكان مسكنهما بماه البصرة ، مما يلي أصبهان . وكان أبو مسلم ولد عندهما ، فنشأ غلاما ، فهما ، أديبا ، ذهنا ، فأحباه حتى نزل منهما منزلة الولد . وكانا يتوليان بني هاشم ، ويكاتبان الإمام محمد بن علي ، فمكثا بذلك ما شاء الله . ثم إن هشاما عزل خالد بن عبد الله القسري من العراق ، وولى مكانه يوسف ابن عمر الثقفي ، فكان يوسف بن عمر لا يدع أحدا يعرف بموالاة بني هاشم ، ومودة أهل بيت رسول الله إلا بعث إليه ، فحبسه عنده بواسط . فبلغه أمر عيسى ، ومعقل ابني إدريس ، فأشخصهما ، وحبسهما بواسط فيمن حبس من الشيعة . وكانا أخرجا معهما أبا مسلم فكان يخدمهما في الحبس . وإن سليمان بن كثير ، ومالك بن الهيثم ، ولاهز بن قرط ، وهم كانوا الدعاة بخراسان قدموا للحج ، وقدم معهم قحطبة بن شبيب ، وكان ممن بايعهم ، وشايعهم على أمرهم ، فجعلوا طريقهم على مدينة واسط ، ودخلوا الحبس ، فلقوا من كان فيه من الشيعة ، فرأوا أبا مسلم ، فأعجبهم ما رأوا من هيئته ، وفهمه ، واستبصاره في حب بني هاشم . ونزل هؤلاء النفر بعض الفنادق بواسط ، فكان أبو مسلم يختلف إليهم طول مقامهم حتى أنس بهم ، وأنسوا به ، فسألوه عن أمره .
337
نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 337