نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 328
فلما جن الليل ، وهدأ الناس خرج الرجال مستلئمين ، معهم السيوف ، لا يستقبلهم أحد إلا قتلوه ، حتى أتوا باب المدينة ، فقتلوا الحرس ، وفتحوا الباب . ودخل قتيبة بالجيش ، ووقعت الواعية ، وهرب الدهقان في سرب [1] ، فلحق بالملك ، وصارت سمرقند في قبضة قتيبة ، فخلف عليها رجلا . وسار حتى أتى الصغانيان ، فهرب الملك منهم حتى صار في بلاد الترك ، ووغل فيها ، وخلى المملكة لقتيبة . فدخل قتيبة الصغانيان ، ووجه عماله إلى كش [2] ونسف [3] ، وافتتح جميع ما وراء النهر ، وجميع تخارستان ، ولم يبق من خراسان شئ إلا افتتحه . ولم يزل قتيبة بخراسان سنين حتى شغب عليه أجناده فقتلوه . فاستعمل الوليد بن عبد الملك عليها الجراح بن عبد الله الحكمي . وحج الوليد بن عبد الملك في سنة إحدى وتسعين ، وقد فرغ عمر بن عبد العزيز من بناء مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ، فدخله ، وطاف به ، ونظر إلى بنائه . ولم يكن بقي في زمن الوليد من الصحابة إلا نفر يسير ، منهم بالمدينة ، سهل ابن سعد الساعدي ، وكان يكنى أبا العباس ، توفي في آخر خلافة الوليد ، وكان يوم مات ابن مائة سنة ، ومنهم جابر بن عبد الله . وبالبصرة أنس بن مالك . وبالكوفة عبد الله بن أبي أوفى . وبالشام أبو أمامة الباهلي . [ موت الحجاج ] وفي السنة الخامسة من خلافة الوليد مات الحجاج بواسط ، وله أربع وخمسون سنة ، وكانت إمرته على العراق عشرين سنة .
[1] السرب : الحفير تحت الأرض ، والقناة يدخل منها الماء الحائط . [2] مدينة في بخارى بين سمر قند وبلخ ، وتسمى اليوم شهري سبز ، اي المدينة الخضراء ، لخصب ريفها ، ومنها خرج تيمورلنك الذي زينها بالبنايات الفخمة . [3] مدينة بفارس ، فيها نشأ الفقيه المحدث النسفي ، صاحب التفسير المشهور .
328
نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 328