نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 324
أما بعد ، فإن الحجاج قال لي نكرا ، وأسمعني هجرا ، ولم أكن لذلك أهلا ، فخذ على يديه ، وأعدني عليه ، والسلام ) . فلما قرأ عبد الملك كتاب أنس استشاط غضبا ، ثم كتب إليه . ( هيه يا ابن يوسف ، أردت أن تعلم رأي أمير المؤمنين في أنس ، فإن سوغك مضيت قدما ، وإن لم يسوغك رجعت القهقرى ، يا ابن المستفرمة بعجم الزبيب [1] ، أنسيت مكاسب آبائك بالطائف في حفر الآبار وسد السكور [2] ، وحمل الصخور على الظهور ؟ أبلغ من جرأتك على أمير المؤمنين أن تعنت بأنس ابن مالك ، خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم ست سنين ، يطلعه على سره ، ويفشي إليه الأخبار التي كانت تأتيه عن ربه ؟ فإذا أتاك كتابي هذا فامش إليه على قدميك حتى تأخذ كتابه إلي بالرضى ، والسلام ) . فلما وصل كتاب عبد الملك إلى الحجاج قال لمن حوله من أصحابه : قوموا بنا إلى أبي حمزة . فقام ماشيا . ومضى معه أصحابه حتى أتى أنسا ، فأقرأه كتاب عبد الملك إليه . فقال أنس : جزى الله أمير المؤمنين خيرا ، كذلك كان رجائي فيه . قال له الحجاج : فإن لك العتبي ، وأنا صائر إلى مسرتك ، فاكتب إلى أمير المؤمنين بالرضى . فكتب إليه أنس بالرضى عنه . ودفعه إلى الحجاج ، فأنفذه الحجاج على البريد إلى عبد الملك . [ نهاية عبد الملك بن مروان ] قالوا : ولما حضرت عبد الملك الوفاة ، وذلك في سنة ست وثمانين أخذ البيعة
[1] العجم كل ما كان في جوف مأكول كالزبيب ، واستفرمت المرأة بعجم الزبيب يعني أنها عالجت به فرجها ليضيق [2] الكور جمع سكر وهو ما يسد به النهر .
324
نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 324