نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 231
( مسلم في الكوفة ) فسار مسلم حتى وافى الكوفة ، ونزل في الدار التي تعرف بدار المختار بن أبي عبيدة ، ثم عرفت اليوم بدار المسيب . فكانت الشيعة تختلف إليه ، فيقرأ عليهم كتاب الحسين ، ففشا أمره بالكوفة حتى بلغ ذلك النعمان بن بشير أميرها ، فقال : ( لا أقاتل إلا من قاتلني ، ولا أثب إلا على من وثب علي ، ولا آخذ بالقرفة [1] والظنة ، فمن أبدى صفحته ونكث بيعته ضربته بسيفي ما ثبت قائمه في يدي ، ولو لم أكن إلا وحدي ) . وكان يحب العافية ويغتنم السلامة . فكتب مسلم بن سعيد الحضرمي وعمارة بن عقبة - وكانا عيني يزيد بن معاوية إلى يزيد يعلمانه قدوم مسلم بن عقيل الكوفة داعيا للحسين بن علي ، وأنه قد أفسد قلوب أهلها عليه ، فإن يكن لك في سلطانك حاجة فبادر إليه من يقوم بأمرك ، ويعمل مثل عملك في عدوك ، فإن النعمان رجل ضعيف أو متضاعف ، والسلام . فلما ورد الكتاب على يزيد أمر بعهد ، فكتب لعبيد الله بن زياد على الكوفة ، وأمره أن يبادر إلى الكوفة ، فيطلب مسلم بن عقيل طلب الحرزة حتى يظفر به ، فيقتله ، أو ينفيه عنهما ، ودفع الكتاب إلى مسلم بن عمرو الباهلي أبي قتيبة بن مسلم ، وأمره بإغذاذ السير . فسار مسلم حتى وافى البصرة ، وأوصل الكتاب إلى عبيد الله بن زياد . وقد كان الحسين بن علي رضي الله عنه كتب كتابا إلى شيعته من أهل البصرة مع مولى له يسمى ( سلمان ) نسخته : ( بسم الله الرحمن الرحيم ، من الحسين بن علي إلى مالك بن مسمع ، والأحنف ابن قيس ، والمنذر بن الجارود ، ومسعود بن عمرو ، وقيس بن الهيثم ، سلام عليكم ، أما بعد ، فإني أدعوكم إلى إحياء معالم الحق وإماتة البدع ، فإن تجيبوا تهتدوا سبل الرشاد ، والسلام ) . فلما أتاهم هذا الكتاب كتموه جميعا إلا المنذر بن الجارود ، فإنه أفشاه ، لتزويجه ابنته هندا من عبيد الله بن زياد ، فأقبل حتى دخل عليه ، فأخبره