نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 219
( زياد بن أبيه ) وكان زياد بن أبيه إنما يعرف بزياد بن عبيد ، وكان عبيد مملوكا لرجل من ثقيف ، فتزوج سمية ، وكانت أمه للحارث بن كلدة ، فأعتقها ، فولدت له زيادا ، فصار حرا ، ونشأ غلاما لقنا ذهنا ، عاقلا أديبا ، فأخرجه المغيرة بن شعبة معه إلى البصرة حين وليها من قبل عمر بن الخطاب ، فاستكتبه المغيرة . فلما ولي علي بن أبي طالب ولى زيادا أرض فارس ، فلما توجه إلى صفين كتب معاوية إلى زياد يتوعده ، فقام زياد في الناس ، فقال : ( إن ابن آكلة الأكباد ورأس النفاق كتب إلي يتوعدني ، وبيني وبينه ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم في تسعين ألف مدجج من شيعته ، أما والله لئن رامني ليجدني ضرابا بالسيف ) . فلما قتل علي ، واستدف الأمر لمعاوية تحصن زياد بقلعة مدينة إصطخر ، وكتب معاوية له أمانا على أن يأتيه ، فإن رضي ما يعطيه ، وإلا رده إلى متحصنه بتلك القلعة . فسار إلى معاوية ، وترقت به الأمور إلى أن ادعاه معاوية ، وزعم للناس أنه ابن أبي سفيان ، وشهد له أبو مريم السلولي - وكان في الجاهلية خمارا بالطائف - أن أبا سفيان وقع على سمية بعد ما كان الحارث أعتقها ، وشهد رجل من بني المصطلق ، اسمه يزيد ، أنه سمع أبا سفيان يقول : ( إن زيادا من نطفة أقرها في رحم أمه سمية ، فتم ادعاؤه إياه . وكان في ذلك ما كان . وأمر معاوية زيادا أن يسير إلى الكوفة إلى أن يرد عليه أمره ، فسار زياد حتى قدم الكوفة ، وعليها المغيرة بن شعبة ، فنزل دار سلمان بن ربيعة الباهلي ، ووافاه كتاب معاوية بولاية البصرة ، فسار إليها . فلما وافاها قصد المسجد الجامع ، فصعد المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : ( إنه قد كانت بيني وبين قوم أحقاد ، وقد جعلتها تحت قدمي ، ولست أؤاخذ أحدا
219
نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 219