نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 218
( مبايعة معاوية بالخلافة ) ولما رأى الحسن من أصحابه الفشل أرسل إلى عبد الله بن عامر بشرائط اشترطها على معاوية على أن يسلم له الخلافة ، وكانت الشرائط : ألا يأخذ أحدا من أهل العراق بإحنة ، وأن يؤمن الأسود والأحمر ، ويحتمل ما يكون من هفواتهم ، ويجعل له خراج الأهواز مسلما في كل عام ، ويحمل إلى أخيه الحسين بن علي في كل عام ألفي ألف ، ويفضل بني هاشم في العطاء والصلات على بني عبد شمس . فكتب عبد الله بن عامر بذلك إلى معاوية ، فكتب معاوية جميع ذلك بخطه ، وختمه بخاتمه ، وبذل عليه له العهود المركبة والأيمان المغلظة ، وأشهد على ذلك جميع رؤساء الشام ، ووجه به إلى عبد الله بن عامر ، فأوصله إلى الحسن رضي الله عنه ، فرضي به ، وكتب إلى قيس بن سعد بالصلح ، ويأمره بتسليم الأمر إلى معاوية ، والانصراف إلى المدائن . فلما وصل الكتاب بذلك إلى قيس بن سعد قام في الناس ، فقال : ( أيها الناس ، اختاروا أحد الأمرين ، القتال بلا إمام ، أو الدخول في طاعة معاوية ) . فاختاروا الدخول في طاعته معاوية . فسار حتى وافى المدائن ، وسار الحسن بالناس من المدائن حتى وافى الكوفة ، ووافاه معاوية بها ، فالتقيا ، فوكد عليه الحسن رضي الله عنه تلك الشروط والأيمان . ثم سار الحسن بأهل بيته حتى وافى مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم . وأخذ معاوية أهل الكوفة بالبيعة ، فبايعوا ، واستعمل عليهم المغيرة بن شعبة ، وسار منصرفا في جموعه إلى الشام ، فمكث المغيرة بن شعبة على الكوفة من قبل معاوية تسع سنين حتى مات بها .
218
نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 218