نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 211
قال : وأمر علي بمن كان منهم ذا رمق أن يدفعوا إلى عشائرهم ، وأمر بأخذ ما كان في معسكرهم من سلاح ودواب ، فقسمه في أصحابه ، وأمر بما سوى ذلك ، فدفع إلى وراثهم . فلما أراد علي الانصراف من النهروان قام في أصحابه ، فقال : ( أيها الناس ، إن الله قد نصركم على المارقين ، فتوجهوا من فوركم هذا إلى القاسطين ) يعني أهل الشام ، فقام إليه رجال من أصحابه ، فيهم الأشعث بن قيس ، فقالوا : ( يا أمير المؤمنين ، نفدت نبالنا ، وكلت سيوفنا ، ونصلت أسنة رماحنا ، فارجع بنا إلى مصرنا ، لنستعد بأحسن عدتنا ) . فرحل بالناس حتى نزل النخيلة ، فعسكر بها ، فأقاموا أياما ، فجعلوا يتسللون إلى الكوفة ، فلم يبق معه في المعسكر إلا زهاء ألف رجل من الوجوه . فلما رأى ذلك دخل الكوفة ، فأقام بها ، وسار فروة بن نوفل بمن كان معه إلى حلوان ، فجعل يجبي خراجها ويقسمه في أصحابه . ( نهاية علي بن أبي طالب ) قالوا ولما رأى علي رضي الله عنه تثاقل أصحابه أهل الكوفة عن المسير معه إلى قتال أهل الشام ، وانتهى إليه ورود خيل معاوية الأنبار ، وقتلهم مسلحة علي بها والغارة عليها ، كتب كتابا ، ودفعه إلى رجل ، وأمره أن يقرأه على الناس يوم الجمعة إذا فرغوا من الصلاة ، وكانت نسخته : ( بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله علي أمير المؤمنين إلى شيعته من أهل الكوفة ، سلام عليكم ، أما بعد ، فإن الجهاد باب من أبواب الجنة ، من تركه ألبسه الله الذلة وشمله بالصغار ، وسيم الخسف وسيل [1] الضيم ، وإني قد دعوتكم إلى جهاد هؤلاء القوم ليلا ونهارا وسرا وجهارا ، وقلت لكم ، اغزوهم قبل أن يغزوكم ، فما غزي قوم في عقر دارهم إلا ذلوا واجترأ عليهم عدوهم ، هذا أخو بني عامر قد ورد الأنبار ، وقتل
[1] كذا في الأصل ، وفي روايات أخرى ( ومنع النصف ) .
211
نام کتاب : الأخبار الطوال نویسنده : ابن قتيبة الدينوري جلد : 1 صفحه : 211