responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معجم البلدان نویسنده : الحموي    جلد : 1  صفحه : 487


المقتدر بالله أمير المؤمنين ، فقال : كيف يجوز أن يقال ؟ فقلت : يذكر اسمك واسم أبيك ، فقال : إن أبي كان كافرا وأنا أيضا ما أحب أن يذكر اسمي إذ كان الذي سماني به كافرا ، ولكن ما اسم مولاي أمير المؤمنين ؟ فقلت : جعفر ، قال : فيجوز أن أتسمى باسمه ؟ قلت : نعم ، فقال : قد جعلت اسمي جعفرا واسم أبي عبد الله ، وتقدم إلى الخطيب بذلك ، فكان يخطب : اللهم أصلح عبدك جعفر بن عبد الله أمير بلغار مولى أمير المؤمنين ، قال : ورأيت في بلده من العجائب ما لا أحصيها كثرة ، من ذلك أن أول ليلة بتناها في بلده رأيت قبل مغيب الشمس بساعة أفق السماء وقد احمر احمرارا شديدا وسمعت في الجو أصواتا عالية وهمهمة ، فرفعت رأسي فإذا غيم أحمر مثل النار قريب مني ، فإذا تلك الهمهمة والأصوات منه وإذا فيه أمثال الناس والدواب وإذا في أيدي الأشباح التي فيه قسي ورماح وسيوف ، وأتبينها وأتخيلها وإذا قطعة أخرى مثلها أرى فيها رجالا أيضا وسلاحا ودواب ، فأقبلت هذه القطعة على هذه كما تحمل الكتيبة على الكتيبة ، ففزعنا من هذه وأقبلنا على التضرع والدعاء وأهل البلد يضحكون منا ويتعجبون من فعلنا ، قال : وكنا ننظر إلى القطعة تحمل على القطعة فتختلطان جميعا ساعة ثم تفترقان ، فما زال الامر كذلك إلى قطعة من الليل ثم غابتا ، فسألنا الملك عن ذلك فزعم أن أجداده كانوا يقولون هؤلاء من مؤمني الجن وكفار هم يقتتلون كل عشية ، وأنهم ما عدموا هذا منذ كانوا في كل ليلة . قال : ودخلت أنا وخياط كان للملك من أهل بغداد قبتي لنتحدث ، فتحدثنا بمقدار ما يقر الانسان نصف ساعة ونحن ننتظر أذان العشاء ، فإذا بالأذان فخرجنا من القبة وقد طلع الفجر ، فقلت للمؤذن :
أي شئ أذنت ؟ قال : الفجر ، قلت : فعشاء الأخيرة ؟ قال : نصليها مع المغرب ، قلت : فالليل ؟
قال : كما ترى وقد كان أقصر من هذا وقد أخذ الآن في الطول ، وذكر أنه منذ شهر ما نام الليل خوفا من أن تفوته صلاة الصبح ، وذلك أن الانسان يجعل القدر على النار وقت المغرب ثم يصلي الغداة وما آن لها أن تنضج ، قال : ورأيت النهار عندهم طويلا جدا ، وإذا أنه يطول عندهم مدة من السنة ويقصر الليل ، ثم يطول الليل ويقصر النهار ، فلما كانت الليلة الثانية جلست فلم أر فيها من الكواكب إلا عددا يسيرا ظننت أنها فوق الخمسة عشر كوكبا متفرقة ، وإذا الشفق الأحمر الذي قبل المغرب لا يغيب بتة ، وإذا الليل قليل الظلمة يعرف الرجل الرجل فيه من أكثر من غلوة سهم ، قال : والقمر إنما يطلع في أرجاء السماء ساعة ثم يطلع الفجر فيغيب القمر ، قال : وحدثني الملك أن وراء بلده بمسيرة ثلاثة أشهر قوما يقال لهم ويسو ، الليل عندهم أقل من ساعة ، قال : ورأيت البلد عند طلوع الشمس يحمر كل شئ فيه من الأرض والجبال ، وكل شئ ينظر الانسان إليه حين تطلع الشمس كأنها غمامة كبرى فلا تزال الحمرة كذلك حتى تتكبد السماء . وعرفني أهل البلد أنه إذا كان الشتاء عاد الليل في طول النهار وعاد النهار في قصر الليل ، حتى إن الرجل منا ليخرج إلى نهر يقال له إتل بيننا وبينه أقل من مسافة فرسخ وقت الفجر فلا يبلغه إلى العتمة إلى وقت طلوع الكواكب كلها حتى تطبق السماء ، ورأيتهم يتبركون بعواء الكلب جدا ويقولون : تأتي عليهم سنة خصب وبركة وسلامة .
ورأيت الحيات عندهم كثيرة حتى إن الغصن من الشجر ليلتف عليه عشر منها وأكثر ، ولا يقتلونها ولا

487

نام کتاب : معجم البلدان نویسنده : الحموي    جلد : 1  صفحه : 487
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست