نام کتاب : معجم البلدان نویسنده : الحموي جلد : 1 صفحه : 347
وخمس وأربعون دقيقة ، وقال قوم : هي من الاقليم الثالث وعرضها أربع وثلاثون درجة ، وهو اسم جامع لبلاد على ساحل بحر الهند بين البصرة وعمان ، قيل هي قصبة هجر ، وقيل : هجر قصبة البحرين وقد عدها قوم من اليمن وجعلها آخرون قصبة برأسها . وفيها عيون ومياه وبلاد واسعة ، ربما عد بعضهم اليمامة من أعمالها والصحيح أن اليمامة عمل برأسه في وسط الطريق بين مكة والبحرين . روى ابن عباس : البحرين من أعمال العراق وحده من عمان ناحية جرفار ، واليمامة على جبالها وربما ضمت اليمامة إلى المدينة وربما أفردت ، هذا كان في أيام بني أمية ، فلما ولي بنو العباس صيروا عمان والبحرين واليمامة عملا واحدا ، قاله ابن الفقيه ، وقال أبو عبيدة : بين البحرين واليمامة مسيرة عشرة أيام وبين هجر مدينة البحرين والبصرة مسيرة خمسة عشر يوما على الإبل ، وبينها وبين عمان مسيرة شهر ، قال : والبحرين هي الخط والقطيف والآرة وهجر وبينونة والزارة وجواثا والسابور ودارين والغابة ، قال : وقصبة هجر الصفا والمشقر ، وقال أبو بكر محمد بن القاسم : في اشتقاق البحرين وجهان : يجوز أن يكون مأخوذا من قول العرب بحرت الناقة إذا شققت أذنها ، والبحيرة : المشقوقة الاذن من قول الله تعالى : ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام ، والسائبة معناها : ان الرجل في الجاهلية كان يسيب من ماله فيذهب به إلى سدنة الآلهة ، ويقال : السائبة الناقة التي كانت إذا ولدت عشرة أبطن كلهن إناث سيبت فلم تركب ولم يجز لها وبر وبحرت أذن ابنتها أي خرقت . والبحيرة : هي ابنة السائبة ، وهي تجري عندهم مجرى أمها في التحريم ، قال : ويجوز أن يكون البحرين من قول العرب : قد بحر البعير بحرا إذا أولع بالماء فأصابه منه داء ، ويقال : قد أبحرت الروضة إبحارا إذا كثر إنقاع الماء فيها فأنبت النبات ، ويقال للروضة : البحرة ، يقال للدم الذي ليست فيه صفرة : دم باحري وبحراني ، قلت : هذا كله تعسف لا يشبه أن يكون اشتقاقا للبحرين ، والصحيح عندنا ما ذكره أبو منصور الأزهري ، قال : انما سموا البحرين لان في ناحية قراها بحيرة على باب الأحساء ، وقرى هجر بينها وبين البحر الأخضر عشرة فراسخ ، قال : وقدرت هذه البحيرة ثلاثة أميال في مثلها ، ولا يفيض ماؤها ، وماؤها راكد زعاق ، وقال أبو محمد اليزيدي : سألني المهدي وسأل الكسائي عن النسبة إلى البحرين والى حصنين لم قالوا حصني وبحراني ؟ فقال الكسائي : كرهوا أن يقولوا حصناني لاجتماع النونين ، وانما قلت : كرهوا أن يقولوا بحري فتشبه النسبة إلى البحر ، وفي قصتها طول ذكرتها في أخبار اليزيدي من كتابي في أخبار الأدباء ، وينسب إلى البحرين قوم من أهل العلم ، منهم محمد بن معمر البحراني بصري ثقة حدث عنه البخاري ، والعباس ابن يزيد بن أبي حبيب البحراني ، يعرف بعباسوية ، حدث عن خالد بن الحارث وابن عيينة ويزيد بن زريع وغيرهم ، روى عنه الباغندي وابن صاعد وابن مخلد ، وهو من الثقات ، مات سنة 258 ، وزكرياء بن عطية البحراني وغيرهم . واما فتحها فإنها كانت في مملكة الفرس وكان بها خلق كثير من عبد القيس وبكر بن وائل وتميم مقيمين في باديتها ، وكان بها من قبل الفرس المنذر بن ساوي بن عبد الله ابن زياد بن عبد الله بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم ، و عبد الله بن زيد هذا هو الأسبذي ، نسب إلى قرية بهجر ، وقد ذكر
347
نام کتاب : معجم البلدان نویسنده : الحموي جلد : 1 صفحه : 347