نام کتاب : معجم البلدان نویسنده : الحموي جلد : 1 صفحه : 311
فيستد في بلدهم . وفي المدينة الثانية حوض عظيم ، فإذا جمعهم الملك لحضور مائدته حمل كل رجل ممن يحصره من منزله شرابا يختاره ، ثم صبه في ذلك الحوض ، فإذا جلسوا للشراب كل واحد شرابه الذي حمله من منزله . وفي المدينة الثالثة طبل معلق على بابها ، فإذا غاب من أهلها انسان وخفي أمره على أهله وأحبوا أن يعلموا أحي صاحبهم أم ميت ، ضربوا ذلك الطبل ، فإن سمعوا له صوتا فإن الرجل حي ، وإن لم يسمعوا له صوتا فإن الرجل قد مات . وفي المدينة الرابعة مرآة من حديد ، فإذا غاب الرجل عن أهله وأحبوا أن يعرفوا خبره على صحته ، أتوا تلك المرآة فنظروا فيها فرأوه على الحال التي هو فيها . وفي المدينة الخامسة أوزة من نحاس على عمود من نحاس منصوب على باب المدينة ، فإذا دخلها جاسوس صوتت الأوزة بصوت سمعه جميع أهل المدينة ، فيعلمون أنه قد دخلها جاسوس . وفي المدينة السادسة قاضيان جالسان على الماء ، فإذا تقدم إليهما الخصمان وجلسا بين أيديهما غاص المبطل منهما في الماء . وفي المدينة السابعة شجرة من نحاس ضخمة كثيرة الغصون لا تظل ساقها ، فإن جلس تحتها واحد أظلته إلى ألف نفس ، فإن زادوا على الألف ، ولو بواحد ، صاروا كلهم في الشمس . قلت وهذه الحكاية كما ترى خارقة للعادات ، بعيدة من المعهودات ، ولو لم أجدها في كتب العلماء لما ذكرتها . وجميع أخبار الأمم القديمة مثله ، والله أعلم . بابليون : الباء الثانية مكسورة ، واللام ساكنة ، وياء مضمومة ، وواو ساكنة ، ونون : هو اسم عام لديار مصر بلغة القدماء . وقيل هو اسم لموضع الفسطاط خاصة ، فذكر أهل التوراة أن مقام آدم ، عليه السلام ، كان ببابل ، فلما قتل قابيل هابيل مقت آدم قابيل فهرب قابيل بأهله إلى الجبال عن أرض بابل فسميت بابل ، يعني به الفرقة ، فلما مات آدم ، عليه السلام ، ونبئ إدريس ، عليه السلام ، وكثر ولد قابيل في تلك الأرض ، وأفسدوا ونزلوا من جبالهم ، وخالطوا أهل الصلاح ، وفسدوا بهم ، دعا إدريس ربه أن ينقله إلى أرض ذات نهر مثل أرض بابل ، فأري الانتقال إلى أرض مصر ، فلما وردها وسكنها واستطابها اشتق لها اسما من معنى بابل ، وهو الفرقة ، فسماها بابليون ، ومعناها الفرقة الطيبة ، والله أعلم . وذكر عبد الملك بن هشام صاحب السيرة في كتاب التيجان في النسب من تصنيفه : بابليون كان ملكا من سبأ ، ومن ولده عمرو بن امرئ القيس ، كان ملكا على مصر في زمن إبراهيم الخليل ، عليه السلام ، وقال أبو صخر الهذلي : وماذا ترجي بعد آل محرق ، عفا منهم وادي رهاط إلى رحب خلوا من تهامي أرضنا ، وتبدلوا بمكة بابليون والربط بالعصب وقال كثير بن عبد الرحمن يرثي عبد العزيز بن مروان : فلست ، طول الدهر ، ما عشت ناسيا عظاما ، ولا هاما له قد أرمت جرى بين بابليون ، والهضب دونه ، رياح أسفت بالنقا وأشمت سقتها الغوادي والروائح خلفة ، تدلين علوا والضريحة لمت وقد أسقط عمران بن حطان منه الألف في قوله يذكر قوما من الأزد نفاهم زياد ابن أبيه من البصرة ،
311
نام کتاب : معجم البلدان نویسنده : الحموي جلد : 1 صفحه : 311